ويسألونك عن زيتون غزة.. قل لهم إنه يزدهر في يد حنضلة
فلسطين: تحقيق “أطلس توداي” – بهاء طباسي
“هذا ما زرعه جدي، وحصده أبي، وهنا أنا أكمل مسيرتي
بين أحضان شجر زيتون أرضي”؛ بهذه الكلمات بدأ المزارع الثلاثيني محمد البرديني طقوس عيد الثمر الأخضر الذي نضج، ومن حوله هواء غزة يحمل صوت أهازيج جني الزيتون في بساتينها.
يمسك محمد غصن الزيتون بيده ويقطف ثمره، ويصدح بصوته الجميل لـ”أطلس توداي”. قائلا: “موسم جني الزيتون هو عرس فلسطيني نبدأُ بالاهازيح والافراح لأن شجرة الزيتون تعني التمسك بالارض الفلسطينية والهوية الفلسطينية”.
ويتابع المزارع “نحن محافظين على زراعة شجرة الزيتون؛ فنحن وابائنا ورثنا شجرة الزيتون عن آباءنا وأجدادنا، ونحن محافظين على هذا اليوم الفلسطيني والتراث الوطني الفلسطيني”.
طقوس احتفالية تنسحب خارجًة من صفحات تاريخ شجرة ضاربة جذروها في الهوية ويراها المزارعون أحد الأبناء التي وجب تدليلها، الفلسطينية مرام الخالدي تتربع في وسط مزرعة الزيتون مع نساء فلسطينيات يقومنَ بإعداد الطعام، تقول الخالدي ورغيف خبز الصاج يتقلب بين يديها: “الزيتون يكون مثل أحد أبناءنا في هذا الموسم، ونجني الزيتون ونجمع العائلة هنا في المزرعة”.
وتضيف لـ”أطلس توداي”، والنساء من حولها يطلقن الأغاني الشعبية الفلسطينية “موسم قطف الزيتون تكون له طقوس خاصة ونبقى طول اليوم موجودين بين أشجار الزيتون المباركة، ونعد خبز الصاج والأكل الفلسطيني المميز كالزعتر والزيت”.
وجني الزيتون يطرح الفرح في شوارع القطاع، وفي الأسواق تضج الحياة وتجذب مريدين الثمر الأخضر، وتفتح أبواب المعاصر؛ لتلين معه خشونة عجلة البطالة التي تفرم أسر قطاع غزة أغلب أشهر السنة.
ويشير الناطق بإسم وزارة الزراعة الفلسطينية، محمد أبو عودة بأن هذه السنة “هي سنة ماسيه بإمتياز بحمد الله، حيث وصل الإنتاج إلى حوالي 35 ألف طن، وجزء كبير منها حوالي 80% يذهب إلى المعاصر بواقع 31 الف طن لعصره”.
ويتوقع عودة خلال تصريح لـ”أطلس توداي”، أن يكون هذا العام، اكتفاء ذاتي وفائض في الزيت والزيتون، قائلا: “نحاول أن يتم تصدير الزيت إلى الخارج؛ ليرى العالم ما تنتجه قطاع غزة من الزيتون المبارك”.
ويؤكد محدثنا أنه مهما طال تلك الشجيرات من قصف وتدمير يكشف غيظ اسرائيل من تلك الشجرة المباركة التي تنال صلابتها قوة للشعب الفلسطيني.