رياضة

هل يخطف منتخب الصامبا الكأس الذهبية؟

أطلس توداي : نورالدي عقاني

منذ فوز منتخب البرازيل بكأس العالم الأسيوية سنة 2002 ، صارت تصادق المنتخبات الأوروبية فقط و أصبحت تجافي منتخبات أمريكا اللاتينية و بصفة أخص الأرجنتين و البرازيل و الأوروغواي.
و إذا كانت المنتخبات الأوروبية قد سيطرت حتى على المربع الذهبي في الدورات الأربعة الأخيرة فإن منتخبات أمريكا اللاتينية المذكورة خيبت الآمال و عجزت عن تجاوز عقبة الأوروبيين عندما يحين وقت التتويج الأخير.
في هذا الصدد نذكر أن منتخب السيليساو هو الوحيد الذي استطاع العودة بالكأس الغالية من خارج القارة اللاتينية مرتين سنة 1958 من السويد و سنة 2002 من اليابان، دون ذكر سنة 1994 من الولايات المتحدة الأمريكية.

ترى هل سيجتاز البرازيليون كل الخصوم من أجل العودة بالكأس الكبرى من بلاد العرب؟
الجواب سيكون غالبا بنعم لعدة اعتبارات و لعدة أسباب سنحاول سردها هنا.
فمن منا ينسى السقطة المدوية للأوريفيردي ضد ألمانيا في المونديال الذين احتضنوه و تمنوا حمل كأسه؟
من قال ان البرازيل ستنهض من جديد؟
أجل،لقد نفضوا عنهم غبار هذا الحدث المؤلم.
لملم البرازيليون أوراقهم المبعثرة.. غيروا أكثر من نصف الفريق .. غيروا مدربهم سكولاري و شرعوا في بناء صرح المنتخب حجرة حجرة.. بدأت النتائج تظهر سريعا بحصولهم على ذهبية الأولمبياد الذي نظمته ريو دي جانييرو..تمرس اليافعون في الملاعب الأوروبية و اكتسبوا الخبرات و تعودوا على الضغوط و تعافوا بشكل سريع من صدمتهم التي فاقت صدمة البرازيل في نهائي مونديال 1950ضد الأوروغواي .

حل المدرب الصارم تشي تشي على رأس العارضة الفنية للمنتخب الذهبي معوضا كارلوس دونغا الذي قام بدوره هو الآخر بعد خلافته لفيليبي سكولاري..طبع أسلوب لعب البرازيل بطابعه .. حمل المسؤولية لكل عنصر على حدة .. رسخ في رؤوسهم عقلية الفوز و اللعب على الألقاب..توالت النتائج الباهرة في عهده..لقب كوبا أمريكا و مركز الوصافة أمام رفاق ميسي و ذهبية أخرى في الأولمبياد الأخير.
بالتالي ،صار منتخب البرازيل متمرسا للغاية بحكم أن كل لاعبيه تقريبا يلعبون في كبريات الأندية العالمية بل أنهم يحوزون سنويا على أكبر التتويجات محليا و قاريا و عالميا رفقتهم.
يمتلك تشي تشي ترسانة مهمة من اللاعبين المرموقين في كل مركز، فيكفي ذكر حارسي ليفربول و السيتي أليسون و إيديرسون كعنصري أمان في الشباك.
في الدفاع نجد دانيلو و أليكس ظهيري اليوفنتوس العريق و في وسط الدفاع هناك ماركينوس لاعب البيسجي و تياغو سيلفا مدافع تشيلسي.
في خط الوسط نجد الترمومتر كاسيميرو و فابينيو لاعب ليفربول و فريد لاعب المان يونايتد و نجم المنتخب نيمار كصانع ألعاب و هداف.
في خط الهجوم هناك ثنائي الريال فينيسيوس و رودريغو و ثنائي الارسنال خيسوس و مارتينيلي و ريشارليسون لاعب طوطنهام ،رأس الحربة الجديد .

في مراكز الإحتياط يتوفر البرازيليون على عناصر في المستوى الكبير كميليتاو مدافع الريال و باكيتا و بيدرو و غيماراييش و أنطوني، لكن الملاحظ أن بينهم الشهير داني ألفيس الذي لا زال يمارس في سن التاسعة و الثلاثين بالدوري الميكسيكي .
اختيار تشي تشي لألفيس صاحب ثلاثة و أربعين لقبا في تاريخه يعني أنه يريد منه أن يمرر خبرته لزملائه و أن يعينهم على إزالة ضغوط المنافسة العالية كما أنه يريد منه رفع الكأس بيديه في الخثام و هو اللقب الوحيد الذي ينقص خزائنه.
يلعب تشي تشي بطريقة 4-4-2 التي بواسطتها يحتكر الكرة و يضغط على الخصم في نصف ملعبه مستغلا الملكات الهائلة التي يتوفر عليها نجومه في التمرير و المراوغة و التسديد و التهديف. يستطيع المدرب المحنك تغيير شاكلته الخططية حسب متغيرات المقابلة و حسب مجريات الأحداث كما أنه يوظف أدواته البشرية وفق مؤهلاتهم البدنية و الفنية.
منتخب البرازيل مرشح كبير للعودة باللقب الأكبر لبلاد الأمازون شريطة نضج اللاعب الموهوب نيمار الذي عليه الاستغناء عن بهلونياته و استفزازاته لمنافسيه كما عليه التركيز كثيرا في تقديم العون لأصدقاءه و التخلي عن أنانيته المفرطة أحيانا.
الإلتزام و الانضباط عاملان أساسيان في تتويج البرازيل في مونديالي 1994 و 2002 ،فهلا فعل نيمار و زملاؤه ذلك أيضا هذه المرة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى