تحقيق

هل تقف عائشة البحرية ومولاي بوشعيب ضد تنمية آزمور أم المجلس البلدي للمدينة

أطلس توداي: أزمور تحقيق عبد الله شوكا

وأنت تضع أقدامك في آزمور، وأتحاشى أن أسميها مدينة، لأنها لا تستحق أن نحسبها حاضرة، هي فقط مجموعة سكنية يغلب عليها طابع البادية، أرصفة متهالكة، حارات متربة، أوساخ وأزبال هنا وهناك، أبنية متواضعة، شباب متشرد، نساء يطلبن الصدقات أمام الأضرحة، والغريب في الأمر أن آزمور وجدت قبل مدينة الجديدة منذ غابر العصور، وهاهي مدينة الجديدة هي العمالة وآزمور تابعة لها، مدينة الجديدة التي تنعم في الرقي والحضارة والمشاريع السياحية على ساحل المحيط الأطلسي، في حين تبقى آزمور تندب حظها، وهي التي كتب عليها أن تبارح مكانها منذ مغادرة المستعمر لقواعدها.

تحتفل آزمور ومعها المغرب بعيد الاستقلال كل سنة، لكنها ماتزال تحافظ على وجهها البشع منذ مغادرة الاستعمار لها، وقد كتب على آزمور كونها موطن السادات والأولياء وما أكثر أضرحتهم المنتشرة هنا وهناك، ولعل المجالس البلدية المتعاقبة على آزمور تجد ضالتها في التخفي والتستر وراء أضرحة السادات الذين لانفع ولاضرر يرجى من ورائهم، وإذا كانت مدن مغربية ساحلية تعتبر لؤلؤات على المحيط الأطلسي، فإن آزمور تخلق الاستثناء حظها أن تبقى سجينة المحيط على مر العصور حتى إشعار آخر.

ولعل القيام بجولة في آزمور تجعلك تشعر وكأنها مدينة منكوبة مرت بها حروب مدمرة، حيث البؤس الاجتماعي بكل تجلياته ومظاهره، فلاشيء يوحي أن آزمور حاضرة تنتمي الى المغرب النافع، ويحار المرء ويتساءل كيف يكون حال آزمور وقت الانتخابات، وماهي البرامج التي يعد بها المنتخبون السكان؟.

و حكى لنا بعض السكان عن الفساد الذي نخر آزمور سابقا، حيث يأتي أصحاب المشاريع ويفكرون في إقامات مشاريع ومنشآت في آزمور، لكن سرعان ما يعودون أدراجهم مكسوري الوجدان ،وهنا نعود مرة أخرى الى الخطاب الملكي الأخير في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان، والذي حث على التعامل مع المستثمرين وتسهيل المساطر الادارية لهم.

لقد حان الوقت كي تنفض آزمور عنها غبار التخاريف ومحاسبة من يجثم على صدرها كي تنهض وتتحقق مشاريع التنمية المعطلة، خصوصا والمغاربة يحلمون أن تصبح آزمور مدينة سياحية تكون مقصدا لهم أثناء العطل، وكل الفرص متاحة كي تنهض نظرا لموقعها الاستراتيجي والجغرافي المهم على شريط المحيط، إضافة الى نهر أم الربيع الذي يصب في المحيط قريبا منها.

وفي انتظار بارقة أمل، ستظل آزمور موطن التهميش ، وحدها زيارات الأضرحة والأولياء ونسج الأساطير سوف لن تجد نفعا بنهوض آزمور وانتقالها الى المغرب النافع.
مجلس الحسابات ووزارة الداخلية مدعوان لفتح تحقيقات معمقة، ومحاكمة من يعرقلون المشاريع في مدينة آزمور البئيسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى