رياضة

هل تروض أسود الأطلس كرواتيا المرعبة ؟

أطلس توداي : نوالردين عقاني

يتذكر الكل المنتخب الذهبي لكرواتيا في مونديال فرنسا 1998، و الجميع يستحضر أول بروز دولي له في كأس أمم أوروبا بانجلترا سنة 1996،كما أننا كمغاربة اكتشفنا هذا المنتخب العجيب بمركب محمد الخامس في العام ذاته في مقابلة لا تنسى ضد الأسود برسم النسخة الأولى من كأس الحسن الثاني.
هذا المنتخب كان و لا زال يبدع فوق المستطيل الأخضر و كان لاعبوه و ما زالوا يقدمون ملاحم بطولية أينما حلوا و ارتحلوا و في كل المنافسات الدولية سواء في اليورو أو عصبة الأمم أو المونديال،و ما النهاية التي خسرها أمام منتخب فرنسا في آخر دورة ببعيدة.
هذا المنتخب الكبير و المنشق عن يوغوسلافيا في مطلع الثمانينات ما فتئ يقدم لنا في كل مرة مواهب لامعة تؤتث كبريات الأندية العالمية ،فبعد دافور سوكر و ألين بوكسيتش و أسانوفيتش و بوبان بزغ في العشرية الأخيرة، نجم لوكا مودريتش في سماء الكرة العالمية بشكل كبير و ما تتويجه بخمسة ألقاب قارية رفقة الميرينغي الإسباني و ما حصده لجائزتي أحسن لاعب بالمونديال الأخير و الكرة الذهبية الأوروبية تباعا إلا خير برهان على ما نقول.

يشكل يوهان كرويف كرواتيا حجر الأساس للبنيان المتراص لمنتخب لوحة الداما و يعد العقل المدبر له و باسط فكر المدرب زلاتكو داليتش فوق أرضية الميدان، فهو ضابط الإيقاع، ينسق، يهيئ الهجمة، يمرر بحسم، يسدد و يسجل أحيانا أهدافا مؤثرة.
هذا اللاعب العالمي ذو المواصفات المتعددة يساعده في القيام بواجبه في وسط الميدان لاعب تشيلسي كوفاسيتش الذي يقوم بدور الرابط ببراعة، مراوغ جيد ،سخي بدنيا و ماهر في التسجيل. وراءهم نجد لاعب أنتر ميلان بوروزوفيتش الذي يعد محراثا لا يكل و لا يمل في قطع الكرات و في تهديم بناءات الخصم كسقاءمتميز، عنصر أساسي ذو تجربة كبيرة و منسجم مع زملائه بشكل أكثر من رائع.
هنا يبدو أن وسط ميدان منتخب كرواتيا هو الحلقة الأقوى في تكتيك المدرب داليتش و هو ما سيشكل عبئا ثقيلا على المنتخب المغربي لتباين المستوى التقني و البدني بين الاثنين.

نأتي إلى أهم عنصر في هجوم منتخب كرواتيا و هو مهاجم توتنهام حاليا و البايرن و الإنتير سابقا إيفان بيريسيتش، هو مهاجم ينشط في الجهة اليسرى من الملعب كجناح ممتاز يمون زميله كاماريتش رأس الحربة بكرات ذهبية و يتوغل أيضا داخل المعترك للتسجيل بالقدمين و بالرأس بمهارة عالية، هذا اللاعب صاحب اليسرى القوية يمكنه اللعب أيضا كوسط في الرواق الأيسر بكل أريحية لأنه يتوفر على إمكانيات بدنية هائلة و تقنيات كبيرة في المحاورة و سرعة في العدو تخول له ذلك. هذا اللاعب سيشكل حتما خطرا محدقا بجهة أشرف حكيمي الذي يغامر كثيرا بترك مكانه من أجل مساندة الهجوم.
نأتي الآن للحديث عن دفاع كرواتيا فهو يمتلك حارسا ممتازا في شخص ليفاكوفيتش ،أبان غير ما مرة عن علو كعبه في كل مشاركاته الدولية و يملك كذلك صمامي الأمان، اللاعبين المجربين فيدا و لوفرين المكونين لحائط صد منيع للخصوم في كل شيء: تمركز جيد، تطبيق حراسة لصيقة على المنافس،ممارسة الشراسة في كبح جماح المهاجمين لتوفرهما على لياقة بدنية رهيبة.

هناك أيضا الظهيران سوزا و كفارديول اللذان يساندان الوسط و الهجوم دائما ويعدان دفعتين شبابيتين لخط الدفاع المتقدم في السن.
يعتمد المدرب زلاتكو داليتش كثيرا على شاكلته التقليدية 4-3-3 و يحولها حسب ظروف اللقاء إلى 4-1-4-1 و هي خطة مناسبة للأدوات البشرية التي يتوفر عليها،لهذا يجب على المدرب الوطني دراسة هذه الخطة و اللعب بضدها لخطف تعادل مشجع لملاقاة منتخب الشياطين الحمر في أفضل الظروف.
كرواتيا منتخب مجرب و منسجم و يسبقه تاريخه إلا أن له نقطة سلبية كبيرة قد تلعب في صالحنا فقد بدأ هذا المنتخب يشيخ منذ المونديال الأخير و كذلك سيفتقد لاعبوه للطراوة البدنية في دولة قطر الساخنة و سيعرف مشاكل في وسط دفاعه البطيئ نسبيا.
نتمنى أن يلعب المنتخب المغربي معهم بحذر لاقتناص نقطة مهمة تكون فاتحة خير لمسار نحلم بأن ينتهي بتجاوز الدور الأول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى