هل تحسم الدبابات الحرب في أوكرانيا
أطلس توداي: القاهرة -فراج إسماعيل-
هل تحسم الدبابات الحرب في أوكرانيا بعد وصول الدبابات الألمانية ليوبارد 2 والأمريكية أبرامز ام ون للجيش الأوكراني؟..
نتائج حروب الحاضر لا تنفصل عن الماضي. تردد ألمانيا الطويل عن إمداد أوكرانيا بأحدث طرازات ليوبارد لم يغفل أن معركة الدبابات الشهيرة في الحرب العالمية الثانية انتهت بهزيمة هتلر في خاركيف في أوكرانيا عام 1943 وفتحت الطريق أمام الجيش الأحمر السوفياتي لدخول برلين مرورا من بولونيا أو بولندا، حدث ذلك عندما اخفقت الدبابات الألمانية المتفوقة وقتها تايجرز والأحدث منها بانثر في التصدي للجيش الأحمر.
الدبابة الألمانية الحديثة ليوبارد 2 أو الفهد تنتمي لفصيلة حيوان النمر المفترس في نسخة تايجرز. لكن الدبابات الروسية متطورة أيضا، وتتمتع بإسناد جوي لن يتوفر للدبابات الألمانية التي تتفوق على أبرامز الأمريكية بمدى الوقود الذي تسير به، 570 كم، ونوع الوقود “الديزل” وصيانتها السهلة، بعكس أبرامز التي تعتمد على محرك توربيني معقد يستخدم وقود الطائرات، وعدم إمكانية صيانتها في ميدان المعركة، أي أنها ستحتاج لمراكز صيانة خلفية.
لكن هذا لا ينفي أن الدبابتين تتمتعان بدروع سميكة صعبة الاختراق، وبمدافع متحركة وكاميرات كاشفة ومرمى نيران يصل للهدف من مساحات بعيدة.
إضافة إلى ذلك أن ليوبارد 2 الألمانية التي تزن 55 طنا يمكنها التحرك في الأنهار، مما يسهل مهمتها في الأوحال الطينية التي تكسو أرض أوكرانيا إلى نهاية مارس، وكان ذلك سبب تغيير خطة الجيش النازي في الهجوم على كورسك في خاركيف، خط الدفاع الأول للجيش الأحمر، مما أدى إلى خسارة حرب الدبابات.
ليوبارد 2 مصممة أيضا لإطلاق قذائف اليورانيوم المنضب، وهي مخلفات الوقود النووي من اليورانيوم المخصب، ويقر حلف الناتو استخدام هذه القذائف باعتبارها أسلحة تقليدية، عكس العقيدة الروسية التي تعتبرها أسلحة قذرة تنشر الإشعاع النووي وتلوث البيئة والمياه الجوفية، وقد استخدمها الأمريكيون في عاصفة الصحراء ضد الجيش العراقي.
وإذا استخدمت ليوبارد هذا النوع من القذائف فسيكون رد العقيدة الروسية العسكرية استخدام ترسانتها النووية.
الغريب أن المسلحين في سوريا استطاعوا التعامل مع نقاط ضعف هذا الطراز من الدبابة الألمانية الذي دفع به الجيش التركي، ودمروا عددا منها.
نلاحظ حاليا أن الإعلان عن تزويد ألمانيا الجيش الأوكراني ب14 دبابة ليوبارد 2 وكذلك إمداد واشنطن له ب31 دبابة أبرامز ام ون، قوبل بهجمات خاطفة روسية، وهو شكل متطور من “حرب البرق” التي احتل بها النازيون فرنسا وستالينجراد في بدايات الحرب العالمية الثانية، واستخدمها الإسرائيليون بشكل أكثر تطورا في حرب الأيام الستة، واستخدمت أيضا من جانب المصريين في حرب اكتوبر، وتقوم على تحقيق انتصار خاطف ومعنوي يضعف سلاح الدبابات ويجعله فريسة سهلة لسلاح المشاة وهو ما نجح فيه المصريون في حرب اكتوبر.
يبقى أن هذا العدد الضئيل من الدبابات الألمانية والأمريكية وما قد يأتي من دول الناتو لن يكون فعالا إلا إذا كان العدد كبيرا، وإذا تفادى نيران المشاة من مقاتلي منظمة فاجنر الذين ينسب لهم الاستيلاء على مدن استراتيجية أوكرانية في دونيتسك يمكن من خلالها قطع خطوط الإمداد للقوات الأوكرانية.
أيضا لا يمكن للدبابات وحدها تحقيق الحسم بدون إسناد جوي متفوق.
لا نغفل أيضا الاستراتيجية الروسية التي تمتلك راجمات صواريخ مضادة للدروع تطلق في وقت واحد مجموعة كبيرة من الصواريخ في إتجاه دبابة واحدة، فإذا تمكنت الدبابة الثقيلة من اصطياد صاروخ أو اثنين منها سيصيبها الثالث أو الرابع.
في الحرب العالمية الثانية أعلن الجيش الروسي مكافأة الف روبل للجندي الذي يدمر دبابة ألمانية من طراز تايجرز.
حديثا أعلن عن مكافأة مليون روبل حوالي 14 ألف دولار، لمن يغنم دبابة ليوبارد، ونصف مليون روبل لمن يدمرها.
مقاتلو فاجنر يهمهم هذا العرض جيدا.