بانوراما

نال إعجاب مديح لكن فيتو المسؤولين أبعده ريان الجامعي موهبة كريستال بلاص التي تنتظر الإنصاف

اطلس توداي: مراسلة خاصة

حين سافر اللاعب ريان البالغ من العمر 17 عاما صيف 2017 إلى المغرب لقضاء العطلة صحبة العائلة ، شاءت الصدف أن يكون المدرب مصطفى مديح في معسكر تدريبي بمدينة القنيطرة مع منتخب أقل من 18 سنة، جمعت الصدفة المدرب الوطني ووالد ريان محمد الجامعي، فعرض عليه إخضاع ابنه لاختبار ولو ليوم واحد، قبل مديح الملتمس.

دخل ريان المعسكر التدريبي، وقضى يوما كاملا مع عناصر الفريق الوطني، وحين جاء الوالد مساء ذات اليوم إلى المعسكر لاستعادة ابنه، عبر له مديح عن إعجابه الكبير بريان مشيدا بالمؤهلات التي يمتلكها، وقبل مغادرة المكان أهداه المدرب قميص المنتخب الوطني وأصر على أن يلبسه للفتى، وودعه بكلمات لازالت راسخة في ذهنه: “انت الآن تحمل القميص الوطني المغربي ، بداية من الآن أنت تمثل المغرب وطنك الأصلي”، كانت سعادة الولد لا توصف، فقد تبين أن معالم الحلم بدأت تظهر.

هذه كانت أمنية الراحل مديح، لكن يبدو أن للمسؤولين رأيا آخر، ومنذ تلك اللحظة وريان يعيش هذا الحلم، لكنه آمن بحظوظه وقضى سنوات وهو يشتغل باستمرار على أمل ركوب صهوة المنتخب، لأنه لا يردي أن يرتدي قميص الفريق الوطني كهدية بل يريد أن يستلمه من مدرب لخوض مباراة رسمية.

ريان الذي بدأ ممارسة كرة القدم منذ نعومة إظفاره تحت إشراف والده محمد الجامعي، الذي رسم خطة ليصنع من ريان بطلا يرد به الاعتبار منذ أن هاجر الوطن على مضض ولسان حاله يقول: “لن أعود لبلدي إلا بطلا أو صانع بطل”.

في الولايات المتحدة الأمريكية، حصل الجامعي والد ريان على دبلومات التدريب في تكوين الفئات العمرية، تسلح بما يكفي من علم راسخ في الكرة وأضاف إليه توابل خبرته الميدانية الطويلة، وحين بلع الابن سن التاسعة، أرسله إلى أكاديمية ريال مدريد باسبانيا في معسكر تكويني دام 15 يوما، وفي سن العاشرة أرسله إلى أكاديمية برشلونة حيث قضى فيها شهر بكامله، ولما بلغ الحادية عشرة اختار له أكاديمية نيويورك، ومع كل سنة يحط الرحال في مدرسة أوروبية .
بالبرتغال مع بورتو وفي إيطاليا مع روما وفي فرمسا مع باريس سان جيرمان. وفي سن 16 تلقى الفتى دعوة لحمل القميص الأمريكي و شارك في دوريات بالأرجنتين و كوستا ريكا ثم المكسيك.

في سنة 2016 استغل الوالد وجود الإطار الوطني ناصر لاركيط بمدينة ميدلين الكولومبية حيث رافق المنتخب الوطني المغربي لكرة الصالات في مشاركته الثانية في كاس ألعالم، ففاتحه في موضوع ابنه ريان، طلب ناصر أشرطة تعزز كلام الأب ومنحه عنوانه الالكتروني وودعا بعضهما البعض على أمل الرد بعد المشاهدة. لكن لا رد ولا مبرر لعدم الرد.

سيسجل ريان ضد المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة هدفين أمام مرأى ناصر لارغييت سيخبره والده بأن المسجل هو ريان الذي أرسل لك أشرطته وظل أمله معلقا بين الرباط وميامي. لكن لارغيت اختار الصمت.

توفي مديح و خلفه عبوب زكرياء لتدريب منتخب قل من 18 سنة، كان تربط الجامعي علاقة صداقة بعبوب، كرر الملتمس فلمس في عيون زكرياء رغبة في تنفيذ وصية مديح لكن الولد سقط من اللائحة.

تجدد الملتمس مع فتحي جمال المدير التقني في العيون، وتوصل هذا الأخير بأشرطة الفتى، لكن لا جواب. تجدد المطلب مع بادو الزاكي ومصطفى حجي ونور الدين النيبت، وتبين أن خير الجواب السكوت.

خاض ريان تجربة في المغرب الفاسي، وعاد إلى بلاده مكسور الوجدان قبل أن ينضم لكريستال بلاص الفريق الانجليزي والذي أعاره لسنة للفريق البلجيكي مولانبيك، ثم عاد لكريستال بلاص .
لكن الصمت يفرض نفسه ويجتم على صدر الأحلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى