آراء وأعمدة

ميدلت…مدينة التفاح والعشق الدفين

أطلس توداي-لطيفة بجو-

ثمة مواقف يعجز الشخص عن التعبير خلالها عما يخالجه من مشاعر. وجدت نفسي مؤخرا في هكذا موقف، فاختلطت المشاعر بداخلي، ولم أستطع وصفها حين ولجت ثانية مدينتي الجميلة. صحيح أنها تغيرت كثيرا عن الصورة المخزنة بذاكرتي، لكنها ستبقى بالنسبة لي تلك الجوهرة النفيسة واللؤلؤة الثمينة التي أعشقها.


عدت إليها بعد أزيد من ربع قرن… إنها ميدلت، أو باريس المغرب، كما يطلق عليها كل محبيها. غادرتها من أجل الدراسة، ولم تسعفني ظروف الحياة لزيارتها مرة أخرى، لكنها احتفظت دوما لنفسها بمكان داخل قلبي الصغير.


مدينة ميدلت… توجد تحت سفح جبل العياشي. أتذكرها بمناخها المعتدل وتضاريسها الجبلية ومناظرها الطبيعية الخلابة، خصوصا خلال فصلي الشتاء والربيع. إنها مدينة التفاح بلا منازع، لأنها توفر له التربة الخصبة والمناخ الملائم وموارد المياه المناسبة لنمو وإنتاج فاكهة بجودة عالية. يعتبر تفاح ميدلت من أشهر الأنواع ويحظى بشهرة عالمية، لما يتميز به من نكهة لذيذة وتنوع أحجامه. واحتفاء به، فإن المدينة دأبت ومنذ سنوات على تنظيم مهرجان سنوي في شهر أكتوبر يتم خلاله اختيار ملكة التفاح وتقديم أفضل أنواعه، وذلك بغرض تشجيع مزارعي المنطقة على الاهتمام أكثر بهذا المنتوج.


وبشكل عام، فإن ميدلت تعتبر وجهة سياحية جميلة لكل من يريد أن يعيش تجربة فريدة في جو جبلي هادئ، ويستفيد من الطبيعة المحيطة بالمدينة. فهي تقدم لزوارها فرصة لاستكشاف سوقها واقتناء منتجات محلية كالحنابل، وزيارة قصباتها الضاربة في التاريخ، كقصر عثمان اوموسى وبوزملا واخرمجيون، وأيضا للتعرف على الثقافة الأمازيغية السائدة بالمنطقة وللاستمتاع بالموسيقى.

هي قبلة كل من يقدر الجمال الطبيعي ومن يبحث عن الاسترخاء بعيدا عن صخب المدن الكبرى في المملكة. توفر للزوار كل وسائل الراحة الأساسية من فنادق ومطاعم ومقاهي ومتاجر كبرى لتلبية الحاجيات الضرورية. تعد أيضا بوابة لاستكشاف عجائب الطبيعة؛ فهي شهيرة لدى محبي المغامرة وكل من يعشق الاستمتاع ببعض الأنشطة، كالمشي وركوب الدراجات في الجبال وتسلق الصخور، وهو ما توفره منطقتي فليلو وتطوين مثلا.

للإشارة، يعود تأسيس مدينة ميدلت إلى بداية القرن العشرين، وبالضبط إلى سنة 2017، وتوسعت خلال فترة الاستعمار مع ازدهار نشاط مَنجمي أحولي وميبلادن، عندما تم اكتشاف الرصاص هناك، وبداية استغلاله سنة 1939. كانت المنطقة حينها تستقطب يدا عاملة مهمة من كل المملكة، ومع مرور الوقت، تكونت المدينة التي أصبحت عمالة في 2010.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى