اقتصاد

من حكايات الروبل الروسي

أطلس توداي: القاهرة – فراج إسماعيل-

أحتفظ برقم معتبر من الروبل الروسي منذ آواخر عهد جورباتشوف وأيضا منذ آوائل عهد بوريس يلتسين، حصيلة ما كنت استبدله بالدولار في كل مرة زرت فيها روسيا أو جمهوريات آسيا الوسطى والقوقاز “جمهوريات الاتحاد السوفياتي”.

ولأنها كانت كثيرة جدا مقابل الدولار، والأسعار هناك كانت رخيصة بحيث لا استطيع انفاقها كلها قبل العودة، فلم تكن ذات قيمة في الخارج تفيدني لاحقا، خصوصا أنني كنت أعيش أيامها في السعودية.

مرة واحدة وجدت طريقة لأنفق آلاف مما تبقى معي حين كنت في أذربيجان، وأثناء جولتي في شوارع عاصمتها باكو، وجدت كثرة من البقالات تحمل لافتة “دكان”.. نفس الاسم الذي نطلقه على البقالات الصغيرة عندنا في قرى الصعيد، ومن صديق هناك عرفت أن هذا الاسم تركي من اللغة التركية غير الحديثة.

المهم هالني ما في دكاكين الأقمشة من الحرير الطبيعي فعكفت أشتري منها ومن كل الألوان المتوفرة، ومع ذلك لم استطع استنفاد ما معي من الروبل.

اعتقد أن ما احتفظ به من الروبل القديم لم يعد متداولا حاليا في روسيا، لكن على أي حال أعادني إلى محفظتي القديمة إعلان البنك المركزي الروسي يوم الأربعاء الماضي “الجنيه المصري” ضمن 9 عملات محلية لدول أخرى بينها الريال القطري والدرهم الإماراتي سيتم تقييمها يوميا مقابل الروبل، ليكون مجموع سلة العملات التي يعلن عن أسعارها في البنوك الروسية 43 عملة.

الجنيه المصري يساوي حاليا 43 روبلا، وفي ظل الظروف السياسية الحالية في إمكانه أن يستغل الخطوة الروسية في حربه الشرسة ضد الدولار الأمريكي، لأن التبادل التجاري بيننا وبين روسيا كبير ويشمل مجموعة من السلع الاستراتيجية أهمها “القمح”.

لكننا قد نضيع تلك الفرصة تحت الضغط الأمريكي، كما ضيعنا فرصة نادرة عندما قامت الثورة السوفييتية في نهايات الحرب العالمية الأولى.

السوفييت وقتها اتخذوا قرارا فريدا يخص مصر فقط عندما ألغوا الامتيازات الأجنبية التي كانت تخص روسيا القيصرية ضمن امتيازات عدد من الدول الكبرى الاستعمارية التي فرضت على مصر لضمان سداد ديونها.

لم يتنازل السوفييت عن امتيازاتهم في مناطق أخرى واستمروا في مناطحتهم للاستعمار الانجليزي والفرنسي وغيرهما.

لكن المصريين وقتها انخدعوا بشعار “حق تقرير المصير” الذي رفعه الرئيس الأمريكي، وسلموا أمرهم للقوى الاستعمارية مقابل وعود زائفة. وقبل أن يجف مداد الوعد الأمريكي، اعترف البيت الأبيض بالحماية الانجليزية على مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى