بانوراما

“مسيو موريل” أستاذ الرياضيات المتيم بحب مدينة سطات

أطلس توداي: عبد الله شوكا

هو مسيو موريل أستاذ الرياضيات الفرنسي الذي سبق ودرس في إعدادية مولاي إسماعيل بمدينة سطات في زمن السبعينات، درس في الإعدادية خلال الزمن الجميل للمدينة ، ولقن الدروس المهمة في مادة الرياضيات، وتخرج على يديه العديد من الأطر والموظفين والأساتذة، وعرف بلحيته الكثيفة وكأنه فيلسوف من الفلاسفة العباقرة.

أحب مسيو موريل مدينة سطات في حقبة السبعينات وتعلق بها، عندما كانت المدينة جد صغيرة وأحياؤها ودروبها كانت تعد على رؤوس الأصابع، وفي وقت الفراغ كان مسيو موريل يقصد ملعب التنس لمزاولة رياضته المفضلةوهو الملعب الذي كان متواجدا بجوار محطة القطار ، وكان الأب جابر هو المشرف على الملعب ، وبالرغم من تقدمه في السن في تلك الفترة من السبعينات، كان الأب جابر رياضيا ويتمتع بلياقة بدنية لا بأس بها.
وبحكم صغر حجم مدينة سطات في تلك الحقبة، كان كل الأساتذة معروفين عند جميع الطلبة وحتى عند ساكنة مدينة سطات، خصوصا الأساتذة الأجانب الذين تواجدوا بكثرة في تلك الحقبة الغابرة، ودرسوا أجيالا مختلفة في المدينة الصغيرة سطات، أجيال تعتبر اليوم أطرا مهمة في مختلف المجالات والمسؤوليات.

وتحكي مصادر أن مسيو موريل قام مؤخرا بزيارة تفقدية الى مدينة سطات قادما اليها من فرنسا، واستغرب للمنظر الغير اللائق التي اصبحت عليه مدينته المحبوبة التي عشقها، سأل عن الحديقة العمومية التي كانت أشجارها باسقة وسط مدينة سطات، والتي كان يلتجىء اليها ابناء مدينة سطات ويستظلون تحت أشجارها ويقضون أوقاتا فوق عشبها الممتد عندما كان الحر يشتد خصوصا في شهر رمضان، استفسر عن حي الملاح القديم الذي كان يسكنه اليهود بحوار المسلمين، سأل عن مقهى “كوميرس” التي كان يؤمها أبناء سطات للعب ورق الرامي، سأل عن المارشي القديم الذي كان متواجدا قرب سينما كاميرا، والذي كان يتسوق منه مسيو موريل وجميع الأساتذة الأجانب، وكانت كل الاجابات عن تساؤلات مسيو مويل، كل شي راح مع الزمان وكل شي صار في خبر كان.

تأسف مسيو موريل لهذه الأمكنة التي عهدها متواجدة منذ حقبة السبعينات في مدينته المحبوبة، والتي طالتها الأيادي والجرافات وأصبحت في خبر كان.
وعرف السكان مسيو موريل أستاذ الرياضيات بجولاته على دراجته النارية الضخمة في أزقة مدينة سطات في حقبة السبعينات، في زمن كان القليل من كان يملك دراجة نارية في تلك الفترة من الزمان، واشتهر مسيو موريل آنذاك ببيع دراجته النارية لمهاجم النهضة السطاتية المرعب الزعيم بودراع.

هي نوستالجيا لأستاذ رياضيات سبق ودرس في مدينة سطات وتعلق بها أشد التعلق، وبقي مخلصا لها بالرغم من تقدمه في السن ورحيله عنها منذ سنوات طويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى