بانوراما

مجرد سؤال..هل توجد فعلا حزازات بين الرباطي والسلاوي

أطلس توداي: عبد الله شوكا

بإلقاء نظرة على خريطة المغرب، يمكننا التأكيد أن العدوتين الرباط وسلا هما الأكثر جوارا، والأكثر قربا من بعضهما البعض، من بين المدن المغربية، فقط يبقى نهر أبي رقراق هو الفاصل بينهما، وبلمحة على واجهة كل مدينة، تبقى الرباط العاصمة الادارية وما يظهر عليها من أناقة وبهاء، مع تواجد الادارات، ومختلف السفارات، ومقرات الوزارات، والأحياء الراقية وسكن الوزراء و كبار الشخصيات .

بينما تبقى مدينة سلا القريبة، مجمع الأحياء السكنية الشعبية المهمشة، وهي في تزايد مستمر ومخيف، والتي تفوق جارتها الرباط كثيرا من حيث الكثافة السكانية، ويمكننا القول أن مدينة سلا، لا تحظى بنفس الاهتمام من طرف الحكومات المتعاقبة التي تسير الشأن الوطني من جارتها القريبة العاصمة الرباط، ومن أراد التأكد من ذلك، فما عليه سوى القيام بزيارة وجولة في مدينة سلا، خصوصا التجول بين أحزمة البؤس، ليتأكد من هول المشهد، دون إغفال الجرائم الخطيرة التي أصبحت تعرفها المدينة، علما أن مدينة سلا أصبحت تعد من أكثر المدن إجراما في المغرب.

ومنذ غابر العصور تتحدث روايات عن حزازات بين سكان مدينتي الرباط وسلا، وهناك أغنية قديمة للفنان محمد الادريسي، من كلمات الزجال المرحوم احمد الطيب العلج، وعنوانها أنا رباطي أنا سلاوي، ربما أراد بها المرحوم احمد الطيب العلج تذويب الخلافات، والحزازات النائمة بين الرباطي والسلاوي.
ومن جملة الحكايات التي تعود بنا الى عهد الاستعمار، ما كان يتواجد آنذاك في مدينة سلا من أبواب كانت المنفذ الوحيد للداخل والخارج من وإلى مدينة سلا، وكانت هذه الأبواب تغلق مباشرة بعد العصر، ومن كان يعمل ويشتغل في مدينة الرباط، كان يهرول قاصدا الأبواب قبل إغلاقها بعد العصر، ومن هذه الأبواب التي كانت في مدينة سلا نذكر، باب سبتة، باب شالة، باب الخميس، باب المريسا، باب شغفة.
والروايات تحكي أن الرباطيين كانوا ينعتون السلاويين بالمجانين وقت العصر، لكونهم كانوا يهرولون الى الابواب قبل اغلاقها من طرف المستعمر،
وهناك روايات أخرى تحكي أن الرباطي لايمكنه السكن في مدينة سلا.
ونحن هنا لا نفكر في إحياء وإشعال فتيل هذه الحزازات بين الرباطيين والسلاويين إن كانت موجودة طبعا،لأن الوقائع التي أوردناه تعود لفترة الاستعمار الحاقد، وحتى لاينعتنا البعض بالسلبيين، فقط أردنا أن نساهم في تذويب هذه الحزازات ان كانت ماتزال موجودة حتى وقتنا الحاضر.
وفي انتظار تأكيد أو نفي هذه الحزازات، ستبقى المراكب الصغيرة تمخر عباب نهر أبي رقراق ذهابا وجيئة، وتبقى الوحيدة التي تلعب دور لم الشمل بين العائلات الرباطية والسلاوية، في جو أخوي لا تشوبه حزازات، لأن المغرب موحد من طنجة إلى الكويرة، تحت شعار الله الوطن الملك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى