رياضة

لكم دينكم ولنا ديننا

اطلس توداي: نورالدي عقاني

تناقلت وسائل الإعلام الغربي صورة الأمير تميم و هو يلبس سلهام أو عباءة أو الشبت لبطل العالم ميسي باستهزاء كبير .
فقبل تتويج العميد ليونيل ميسي بكأس العالم، قام الشيخ تميم بلفتة ذكية عن طريق جعله للبرغوت الأرجنتيني يرتدي شبت الحكمة و الوقار، و قد لاقت هذه الحركة حينها استحسان اللاعب نفسه، و رضى رئيس الفيفا جياني اينفانتينو، و كل من كان في منصة التتويج.
أقول لكل المتهكمين و كل المتندرين بما قام به الشيخ تميم، الذي شجع بلا هوادة كل المنتخبات العربية، و على رأسها منتخب الشرفاء الأحرار المغرب، أنه حرص على جعل ختام هذا المونديال الاستثنائي، مسكا بهذه الطريقة التي تنطوي فقط، على مبادئ الكرم و الضيافة و الترحيب ليس إلا.
هذه الحركة ،من بنات أفكار الأمير الضاحك ،ستبقى خالدة في أذهان عشاق الكرة النظيفة لعشرات السنين رغم أنف الأمبيرياليين الحاقدين .
أجل ، العباءة القطرية و مثلها السلهام المغربي و التونسي و الجزائري و المصري هي رمز للثقافة المحلية، تدل على الإحترام و التبجيل و التشريف لمن يرتديه و تشير للمكانة المهمة التي يحظى بها من يحملها و من يلبسها.
السلهام هو ساتر كلي لجسم الإنسان ذكرا كان أو أنثى، فهو الذي يوضع كذلك فوق كل الألبسة نخوة و عزة و مباهاة .
السلهام العربي الأصيل له جذور عميقة و له تاريخ يعد بالقرون، فهو يفوق قدرا كل البذل الرسمية التي يفتخر بها الغرب .

لقد حاول الغرب عن طريق اعلامهم المضلل في آخر حركة يائسة منهم إفساد العرس الكروي الأنطولوجي الذي برعت فيه قطر، لقد حاولوا الإنتقام بذكاء، من كيفية منعهم من نشر عاداتهم القبيحة، في هذه الأرض الإسلامية الطاهرة، و من التصدي للمثليين و الشواذ الذين ألفوا تدنيس البلدان المنظمة للمونديالات السابقة.
نعم الإعلام المسموم أصر على الإشارة لهذه اللفتة الطيبة، من الشيخ الطيب تميم بخلفية مقيتة و لو على حساب لاعب غير أوروبي، لاعب ينتمي لبلد له استقلاليته و له أنفته و كبرياؤه..لقد انقلب السحر على الساحر يا متلونين.
هنا أشير كما هو مبين في الصورة المرفقة بأن الملك بيليه، لما فاز بالكأس العالمية في بلاد الأزتيك سنة 1970 ،وشحه الميكسيكيون الطيبون بقبعة السومبريرو في دلالة على الحب و الود لهذا اللاعب الخالد و في إشارة على التوقير و الإحترام.
و في تعزيز آخر لهذا المثال فإن الأسطورة مارادونا حظي بنفس التكريم غذاة وطئه الأراضي المكسيكية سنة 1986 كذلك و لم تقم الدنيا و لم تقعد كما فعلها آكلوا لحم الخنزير، الذي يجعلهم لا يغارون أبدا على أهلهم و ذويهم.

قطر البلد الصغير حجما و العملاق قدرا و ضيافة و سحرا،برهنت للعالم أجمع بأن العرب قادمون بقوة في المستقبل القريب لو أزيحت من أمامهم كل المعيقات السياسية و الاقتصادية و العسكرية، قادرون على الإبداع و الإنجاز و الإعجاز، قادرون على تحويل كل الصحاري الجرداء لجنات خضراء فوق الأرض، قادرون على الفوز في كل المنافسات و يستطيعون التفوق على الغرب فرديا و جماعيا إن اعتمد مبدأ تكافؤ الفرص و انتفى التحيز و اضمحل الظلم و التواطؤ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى