ثقافة وفنون

كن مستمعا جيدا ! !

أطلس توداي : هند بومديان….

و أقول لا يغرنك صمتي وهدوئي، فضجيج خلف الصمت يسكن أفكاري ،وخلف هدوئي همومٌ ثِقال ،ولكن الثقة بالله تبرد القلب وتُريح العقل ، فللصمت لحن لا يسمعه إلا من ذاق ألأم الضجيج.
يقال الصمت أبلغ من الكلام، فكيف للكلمات أن تموت وفي أفواه الحزن هي وليمة،
كيف لها أن تموت وفي كل درب علقها البائسون تميمة؟
أنا أصمت حين تَفقد المُفردات معناها ،ولا يُصبح للكلمات جدوى و عندما تعجز الجوارح عن التعبير ، فيبقى الصمت هو المعبّر الوحيد عن ما يؤلم الإنسان.
قال شمس التبريزي – الصمت أيضا له صوت لكنه بحاجة إلى روح تفهمه
ف ليس الصمت دائمًا غنيمة ، وإلا لتفاخَر الناس بـ” الصماتة ” كما تفاخروا بالبلاغة، ولكن لحظات الصمت المختارة بعناية أقوى من معظم كلام البشر لذالك أحيانا نصر على الصمت لأن هنالك مشاعر لا يعالجها الكلام
الصمت حياة جديدة للروح ففي الحديث قيل: «لا تُنكَح البكر حتى تُستأذَن».
ولما سألوه عن كيفية الإذن قال: أن تسكت
الصمت أشواط وأحلام مغدورة وكلمات ميتة و أحقاب عذاب و بعد معاناة طويلة ينادي المجرمون: «يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ».
فيصمت ألف سنة ثم يرد: إنكم ماكثون
أصمت حين أشعر بأن ما سأقوله قد قُلته مُسبقًا ولم يُحدِث فارقًا فنحن العرب نبكي أمواتنا بشعر الرثاء وهو بديع في تراثنا، أما الغربيون فيستخدمون الصمت تأبينًا للأموات، فإذا ذُكِر أحد الراحلين قالوا: لحظة صمت في ذكراهم ، فالصمتُ لا يخذل أحدًا، الصمت ملاذ و صديق.
كثيراً ما نتعرض لمواقف في حياتنا يعجز فيها اللسان عن التعبير عما بداخل النفس، فيشل تفكير العقل وتقف حركة اللسان، بعد ذلك نكتشف أهمية الصمت في هذه المواقف وكيف انه كان هو القوة الحقيقية وقتذاك، ولذلك قالوا عن الصمت أنه لغة العظماء.
حيث تدخّلت حكومات دول عظمى في الصمت!
دستور الولايات المتحدة لطالما كان يفصل بين الدين والدولة، ومع ذلك منعُ تنظيم المدارس رسميًا لصلوات وأدعية للطلاب، وقد اندرج تحت ذلك ما يسمى لحظة صمت، فهي مجرد لحظات من الصمت ولكنها ارتبطت بمعنى ديني، فتدخل الرئيس رونالد ريغان واقترح تعديلًا للدستور يسمح بلحظة صمت في أول اليوم الدراسي، يدعو فيها الطالب أو يتأمل

الأفلام العظيمة تستخدم الصمت لتصنع لحظات لا تُنسى و ما أجمل الصمت في لحظة أو في لحظات، تختفي الحروف و تضيع الكلمات، تتطاير الأوراق وتتكسّر الأقلام
أحيانًا كثيرة، إذا أردت أن تكون بليغًا أو تجيب سؤالاً أو تُفحِم ثرثارًا أو تعاتب حبيبًا ف اصمت .
إذا أردت التعبير عن الصمت ، فيجب ان نتحدث عن الصمت في الحب، أحيانا نعجز عن التعبير عما يدور داخلنا ونشعر به بالكلمات، فنبحث ولا نجد من بين الكلمات ما يتناسب مع ما يختلج الصدر ويشغل العقل
وإذا وجدناه عجزت الألسنة عن النطق والحركة فيثقل اللسان، وتتلف النهايات العصبية التي تحرك الشفاه
فالصمت لغة الحكماء و هو أفضل جواب لبعض الأسئلة، فما أجملك عندما تلزم الصمت في أمور تستوجب الصمت.
أخيرا …

لا تأخذ صمتي بمفهومٍ آخر، و لا تُفسره تجاهُلًا أو انتقامًا ففي الهدوء نعيم وفي الصمت حياة وما بين الاثنين تفاصيل لا أحد يدركها.

7
1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى