أطلس توداي: -واشنطن- محمد الجامعي-
لسنا بحاجة الى تقنية الفار لتؤكد لنا صحة مقولة أن كرة القدم لعبة الفقراء .
لأن تاريخ هذه اللعبة يؤكد لنا بالدليل القاطع ، ان أكبر النجوم العالميين الذين لمعوا في سماء هذه اللعبة منحدرين من اسر فقير و كان الفقر ملازما لهم في حياتهم ، عاشوا الحرمان داخل مدن الصفيح و منازل متهالكة .
كا بيليه و ميسي و مارادونا ،و كذلك جوهان كرويف ، الذي كانت والدته تشتغل منظفة بالملعب و خلال اوقات عملها كانت تاخده معها ، و في انتظارها كان يقضي الوقت في اللعب بالكرة،
وأيضا كريستيان رونالدو توفي والده و تركه يتيما ،وحدها امه من تكفلت بتربيته
البقاء للفقراء حكم لا نقاش فيه و لا جدال ، و هناك شبه اجماع على أن ابناء الفقراء ابهرونا قديما و لا يزالون يبهروننا حتى الآن ،و لولاهم لما عاش العالم متعة كرة القدم .
بفضل هؤلاء اللاعبين الفقراء عشنا ازهى عصور كرة القدم .
هذه الكرة التي لا تشعر بالسعادة الا حينما تكون بين اقدامهم و هم يداعبونها .
كرة القدم تبقى لعبة الفقراء بامتياز ،و لا يتالق فيها الا ابناء الفقراء ، خلقها الله و وهبها لهم ليعوضهم نقص توفقهم في الدراسة و الحياة الميسورة ، و لعل التاريخ يشهد بهذا،فقد نجد كبار نجومها كلهم منحدرين من عائلات فقيرة او عاشوا ايتاما.
الفقراء أرض خصبة تنبت فيها مهارات كرة القدم و تعطي الغلة و الثمار، هي مادة خام لصناعة الابطال .
في بلادنا نتوفر على ثروة هائلة من هذه المادة الخام و من هذه المعادن و من شباب تزن ذهبا لكن لا نستغلها لنستفيد منها ،فإذا استثمرنا في فقرائنا فقط سنملأ السماوات و الأرض و ما بينهما بالأبطال؟
هذا لا يحتاج الى عصى سحرية او لخاتم سلميان ، بل يحتاج الى رجال و حسن التدبير اكثر مما تحتاجه الى مال .
تذكرت حينما سأل احد الصحفيين جوهان كروف .
مالذي لا يمنعك من التغلب على ناد يملك مالا أكثر؟ اجابه ،لم أر قط كيسًا من المال يسجل هدفًا.
الدولة وفرت مشكورة مبالغ مالية هائلة لهذه اللعبة لم يسبق لها مثيل في التاريخ،و عناية الملك محمد السادس نصره الله دائما حاضرة، لكن وحده المال لا يصنع الأبطال ، ويجب ان نستفيد و نتعلم من مونديال قطر و نستخلص منها الدروس .
دروس كثيرة مرت من امام اعيننا لكن نكتفي فقط بالنظر اليها .
احيانا نقرأها لكن لا نفهم موضوعها ، لأن من قرأ الدرس ليس كمن فهم الدرس.
