آراء وأعمدة

قهوة فراج إسماعيل

ياسين بونو وسورة يس

بينما كان العملاق ياسين بونو يتجه إلى المرمى بابتسامة عريضة تنم عن ثقة عالية بالنفس، فتحنا أنا وزوجتي وأولادي المصاحف على سورة “يس”.. كل منا اختار الآيات التي تمتم بها بأن يوفق الله ياسين.
وعندنا ارتطمت أول تسديدة إسبانية بالقائم وياسين يحسن توقعها والرمي في اتجاهها.. هتفنا بصوت واحد الله أكبر.
ولم تنقطع قراءاتنا كلما تقدم لاعب من المغرب ومن إسبانيا. ولم تهتز ثقتنا عندما ضيع بدر بانون.. كنا في قرارة أنفسنا نؤمن أن الله لن يرد كل هؤلاء الناس خائبين.
ظاهر صعود المغرب لربع نهائي كأس العالم، أنه حدث تاريخي أول لمنتخب عربي، والمضمون أن العملاق ياسين بونو دخل التاريخ من أوسع أبوابه بترويض ثيران إسبانيا بطل العالم سابقا وإعادته إلى بلده من الباب الضيق، بنجاحه الأسطوري في الحفاظ على شباكه نظيفة من ضربات الترجيح وقبلها لم يدخل مرمى أسود الأطلس إلا هدف واحد في 4 مباريات.
سجل لاعبو المغرب 3 ضربات ترجيح ناجحة وبمعلمة، فيما أخفق بدر بانون، الذي جاء دخوله قبل نهاية الوقت الإضافي بدقائق قليلة خصيصا من أجل تسديد إحداها، لكنه أخرجها ضعيفة إلى يد الحارس، ربما لأنه لم يدخل أجواء المباراة وكان مشحونا بحمل نفسي زائد يحتاج وقتا أطول لفلترته، ويجب على الركراكي الاستفادة من ذلك مستقبلا.
كل نجوم المغرب كانوا سفراء فوق العادة لبلدهم ولأفريقيا ولعالمهم العربي وللأمازيغ وللعالم المثقل بالفقر وأعباء الحياة.
النجم الأول هو حارس المرمى العملاق “ياسين”. لم يخطئ مرة واحد في قراءة عين من سيصوب عليه، بل والتأثير عليه نفسيا كأنه درس مسبقا سيكولوجية كل منهم.
نهنئ أنفسنا فكلنا كنا المغرب وجميعنا وضعوا هذا المنتخب البطل في قلوبهم، ونشعر أنه عيد لنا في المشرق والمغرب ومن المحيط إلى الخليج.
نعم نحن نطمح ونحلم الآن بالتقدم بعيدا. فهذا المنتخب المغربي لا يقل أبدا عن المنتخبات المصنفة والمرشحة للتتويج.
وعي تكتيكي هائل. توزيع المجهود أثناء المباراة بحساب دقيق، ومهارات قادرة على خلق الفارق.
لا يمكن أبدا تمييز نجم عن آخر. البدلاء في مستوى الأساسيين، الروح عالية جدا، التصميم لا يتزعزع، وقبل كل ذلك الإيمان بالله وتقواه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى