بانوراما

قصص وحكايات لأشخاص صادفوا أجساما غريبة ترمز كلها الى الجن

أطلس توداي: عبد الله شوكا

خلق الله الإنسان والجان وأنزلهم الى الأرض لحكمة ربانية يطبعها العيش في أمن وسلام وفلاح في الأرض، وأمرهم بألا يفسدوا فيها.
إلا أن لا الإنسان ولا الجان فيهم الطيب وفيهم الفاسد، منهم المؤمن ومنهم الكافر.
وهنا سنعرض بعض الحكايات والقصص لأشخاص صادفوا أجساما غريبة أو سمعوا أصواتا مزعجة تدل كلها أنها من طابع الجان.

عنزة طويلة العنق تطارد ميلودة في واضحة النهار

تعود الحكاية الى حقبة السبعينات، حين صاحبت ميلودة والدها الى الطريق الوطنية البعيدة عن الدوار بثلاثة كيلومترات، من أجل إيجاد وسيلة تنقلهما الى مدينة سطات، وكانا يحملان الحبوب الى المدينة قصد طحنها، ثم تهيء الخبز استعدادا لحفل زفاف شقيق ميلودة (الصورة).

قضى الوالد وابنته ميلودة فترة طويلة يجلسان على حافة الطريق في انتظار قدوم وسيلة نقل، وبعد مرور وقت طويل شعرت ميلودة بالجوع والعطش، ولما تيقن الوالد أن ابنته تتضور جوعا وعطشا أمرها بالعودة الى البيت لوحدها، بينما بقي هو ينتظر وسيلة النقل التي لم تأت بعد.
عادت ميلودة أدراجها عبر المسلك الذي يربط الدوار بالطريق الوطنية ومسافته 3 كيلومترات، وكان الوقت زوالا والحرارة شديدة، وعند قطعها نصف المسلك وهي وحيدة، شعرت بخوف شديد وارتجاف لأطرافها، لحظة رأت عنزة طويلة العنق تلاحقها، زادت ميلودة من سرعتها، وكلما التفتت نحو العنزة الطويلة العنق تراها تتبعها وتقترب منها، ظنت ميلودة أن نهايتها اقتربت ولا من منقذ يلوح في الأفق في مسلك الطريق المؤدية الى الدوار، استسلمت ميلودة للركض الجنوني بكل ما أوتيت لها من قوة، حتى وصلت الى منزل عائلتها بالدوار، وسقطت مغشيا عليها، ومن تم ملازمة الفراش لعدة أسابيع.
أما الوالد فلم يكن يعلم ما تعرضت له ابنته التي كادت أن تجن وتفقد عقلها، المهم أن الوالد تمكن في الاخير، من إيجاد وسيلة نقل حملته الى مدينة سطات، هو وأكياس الحبوب التي يحملها.
مرت أيام وميلودة على فراش المرض، حتى حل يوم زفاف أخيها، وليلة حفلة الزفاف، بينما كانت العائلة والحضور في تجاوب مع ما تؤديه المجموعة الشعبية من أغاني، وبينما كانت ميلودة تلازم فراش المرض في بيت لوحدها، تحكي ميلودة أنها لما كان صخب حفل الزفاف يصل الى آذانها، تحكي أن رجلا ذي لحية كثيفة فتح الباب ودخل عليها، وجلس عند رأسها وخاطبها قائلا ” مالكم على هذه الزربة (السرعة) ، هذا العرس كان سيكون لك نعشا” ، ثم انصرف.

زغاريد وأهازيج في قنطرة مرور للسكة الحديدية مع وقت المغرب

كان ابراهيم عائدا من الفدان المتواجد على ضفاف نهر أم الربيع، وكان الوقت بعد المغرب وبداية حلول الظلام، قطع ابراهيم المسافة الفاصلة من الفدان الى الدوار مسافة أربعة كيلومترات مشيا على الأقدام، وكان اقترابه من الدوار يصادف بداية تساقط الظلام، وكان المسلك الذي يقطعه يمر قرب خط السكة الحديدية، ولدى اقترابه من قنطرة على السكة بدأ يسمع أهازيج وزغاريد وكأنه حفل زفاف، ظن إبراهيم ان هذا الصخب يسمع من أحد الدواوير القريبة، لأن من العادة الليل سماع ولو من مسافة بعيدة، توقف إبراهيم للتأكد من مصدر الزغاريد والأهازيج الشعبية، فتأكد أن هذا الصخب يأتي من قنطرة السكة الحديدية التي أمامه، فما كان منه الا استعمال سيقانه هربا من هذا المكان المخيف، ووصل الى البيت مرعوبا.

كلاب سوداء في طريق عمر الصياد وسلوقياته

كان عمر معروفا بالشجاعة في الدوار وفي القبيلة، ولا يخاف أحدا، وكان صيادا للطرائد والوحش، ودائما تشاهده برفقة سلوقيات الصيد الأنيقة في الدوار.
وذات ليلة فكر في القيام بجولة بعيدا عن الدوار برفقة سلوقياته، لعله يصادف أرنبا أو قنافذا، لكون القنافذ تفضل الخروج في الليل بحثا عن ما تجده من طعام.

طاف عمر وسلوقياته مختلف الأماكن في ليلة مقمرة، ولما اقترب من جدول، حكى عمر أنها أول ليلة يتملكه فيها الخوف الشديد، وهو المعروف بالشجاعة عند أهل الدوار والقبيلة ، توقف عمر عندما شعر بشعيرات رأسه تتحرك، وكما حكى العارفون أن تحرك شعيرات الرأس هو إنذار لجسم غريب يقترب من الخائف، زاد رعب عمر خصوصا عندما شعر أن سلوقياته تدور حوله وكأنها تأمره أن يحرسها من شئ مؤذ يقترب منها.
ولما أمعن عمر في مجرى الجدول شاهد كلابا سوداء هائجة تركض وتنبح، فجلس عمر وشرع يهدئ من روع سلوقياته حتى مر الخطر.
فما كان منه إلا العودة هو وسلوقياته مسرعا الى البيت، وندم أشد الندم على تلك الجولة الخطيرة التي قام بها برفقة سلوقياته.

صاحب دراجة هوائية غريب يدافع عن العصافير

قصد محمد كعادته الفدان “للتحياح”، وطرد العصافير من الفدان خصوصا النوع الذكي من العصافير المسمى ” الجوش”، والذي يهجم على السنابل ويتركها فارغة على عروشها، وتفسير التحياح معناه خلق الحيحة والصياح وسط الفدادين، لطرد العصافير عند وقت امتلاء السنابل عندما تثمر في شهري أبريل وماي، وكان الحياحون يستعملون حبلا طويلا مصنوعا من شجر ” النخيل أو الجريد”، والحبل الطويل يسمى ” الفقاص”، وطريقة التحياح كانت بتدوير الحبل الطويل باليد اليمنى بسرعة فائقة، ثم ليه بقوة ليحدث فرقعة مدوية كانت تخيف طيور الجوش لتفر وتترك السنابل المتآكلة.
وكانت الفرقعات تسمع من بعيد في كل الفدادين مع ترديد مفردة “حاي حاي”، وغالبا ما كنت تصادف الحياحة وقد فقدوا أصواتهم بسبب الصياح طيلة النهار.
ظل محمد يقوم بالتحياح بصياحه الشديد وتدوير الحبل ” الفقاص”، وكان الفدان مجاورا للطريق الوطنية.

ويحكي محمد أنه في لحظة انقطعت المواصلات، وعم الهدوء في الطريق الوطنية، وفجأة ظهر شخص يركب دراجة هوائية يمر في الطريق، ولما توقف بمحاذاة الفدان بدأ يحملق في محمد، ثم دعاه كي يلتحق به كي يسأله، ويحكي محمد أنه لما اقترب من هذا الشخص شاهد أن عجلات الدراجة الهوائية غريبة في شكلها، عجلات جد رقيقة، ثم سأله، ماذا تفعل هنا، أجابه محمد أنه يقوم بالتحياح لطرد العصافير من الفدان، فرد عليه ” وكيفاش بغيتو تاكلو غير انتوما”( أي كيف تريدون أن تأكلوا أنتم فقط)، إذ ذاك تملك الخوف قلب محمد ورد على الشخص ” “ياسيدي كلا ياكل اللي مكتاب ليه”، بقي الشخص يحملق في وجه محمد ثم ركب دراجته وانصرف، واختفى بسرعة.
وعاد محمد مسرعا الى البيت وترك طيور الجوش تأكل من سنابل الفدان بكل حرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى