رياضة

شيخ الصوفية السودانية يستأجر طائرة لتشجيع المغرب بالمونديال

واشنطن : اطلس توداي – د. أسامة أحمد المصطفي –

كأس العالم مذاقه صوفي .. الحديث عن التجليات الإيمانية من الإحسان والحلي والتخلي والتجلي والإخبات بات يؤسس لرؤية تجديدية للفكر الديني ليكون مخرجا من الانكفاء ، وقد انعكست تلك الرؤية في ما ابتدره شيخ الشباب الصوفي السوداني الأمين عمر الذي عرف عنه مبادراته المفعمة بالاندهاش مما جعل الكثير من المتزمتين يخالفونه الرأي ، ويقفون ضده.

فشيخ الشباب الصوفي التقدمي جعل الصوفية تضع بصمتها في كآس العالم في قطر، ليس فقط بالدعاء، بل بالوجود الكلي بقوة عبر الطائرة التي استأجرها لكل مريديه وأتباعه للقدوم الى قطر لتشجيع المنتخب المغربي ، بالروحانيات والنورانيات في لفتة بارعة من هذا الصوفي المنفتح للعالمية، بإخراج التدين من التزمت إلى رحاب الانفتاح، والدخول عمق عولمة الفكر الديني في زمن )الميتافيرس( والعالمين الافتراضي و الموازي ، مما جعل كأس العالم هذه المرة طعمه مغربي ، مذاقه صوفي .

نعم المنتخب المغربي قدم نموذجا فريدا من الحب الذي لا يضاهى ، للأفارقة والعرب معا في بوتقة الانفتاح لتنصهر الروح الإنسانية بالطبيعة البشرية التي تجمع بين القيمة الأدبية والقيمة الجمالية ، في الرياضة البدنية والرياضة الروحية التي من خلالها يستطيع الفرد الغوص في خبايا النفس ووصف تحولاتها والسمو نحو الفضيلة ، فيقال إن الانفتاح يبدد الحواجز الدلالية أمام الكلمات التي نختارها ونستخدمها، وقد يتسبب المعنى الذي نعلقه بها في بعض الحواجز أمام التواصل مع الآخر،ولكن المنتخب المغربي كسر كل هذه المفاهيم وجعل كلمة الحب نفسها تعني أشياء ليست مختلفة لأناسٍ مختلفين

بناءً على ذلك عمل شيخ الأمين الصوفي الشبابي السوداني على تحسين فعالية الاتصال؛ وهي مهمة عملية ثنائية الاتجاه تتطلب جهداً ومهارة من جانب المرسِل والمستقبِل .وهنا تجلت فكرة الخروج من الطرح العادي للفكر والمشاركة في وضع لبنات جديدة للتواصل البناء بين حاملي الرسالة الدينية والمناهج التطويرية والمشاركة في الفرح الجماعي كل من موقع مسؤوليته .

في هذا السياق، يعد الانفتاح على الحضارات، في محتواها الدائم، أحد المتطلبات الجديدة لقدرتها على فرض الحاجة إلى المعرفة، وتعزيز التبادل المادي بين الإنسان والطبيعة، وهذه سمة من سمات الانفتاح والتواصل الحضاري، فهي توسع آفاق الحرية والسلام الداخلي للإنسان، وتجعله مستعداً للتفاعل مع الآخرين .

وبذلك إذا كان الانفتاح مفهوماً أو فلسفة شاملة تتميز بالتركيز على الشفافية والتعاون والوصول إلى المعرفة والمشاركة ونزاهة الإنسان ، فهو على عكس الانكفاء، حيث يلعب الانفتاح دوراً مهماً في توجيه المبادئ لتحسين التواصل الفعّال وهذا بالضبط من مناهج الصوفية التي جسدها شيخ الشباب السوداني بهذه المشاركة المدهشة للمتدينين في تشجيع فريق المغرب في كأس العالم، فكيف يمكن للفرد أن يحقق وجوده ما لم يكن منفتحاً على الآخرين، خاصة عندما تكون الاهتمامات والأفكار مترابطة بشكل معقد؟

وهكذا نجد أن الانفتاح يكرس الشفافية ، ويشحذ إرادة الناس للصقل من خلال تزويدهم بحقائق جذابة، ومعلومات دقيقة تحفزهم على البحث والتفكير، للوصول إلى تقديراتهم وأحكامهم على الأحداث ، كما هو الحال في كأس العالم في قطر ونموذجية المنتخب المغربي ، خصوصية الصوفية التي تجلت في صورة حضارية مواكبة، مع القدرة على التحليل، فمن خلال الانفتاح الذي نشهده في هذه التجربة يتحقق النجاح كما نشهده في «كأس العالم »

عليه تبقى الرياضة البدنية والرياضة الروحية وجهات لعملة السلام والانسجام ، لذلك فإن موضوع ثقافة الانفتاح يتحدد بسؤال موجه للذين لم يستوعبوا فردانية الحدث على كل المستويات الحياتية والدينية والدنيوية بكل تلك التفاصيل : لماذا نعيش؟ أما الحضارة فهي تقدم مستمر تتعلق بسؤال آخر: كيف نعيش؟

السؤالان حول معنى الحياة وكيف تكون الحياة، على التوالي، وهما في صميم فكرة الانفتاح والعلاقة بين الروح والجسد، والتي تُعزى إلى مجموعة متنوعة من الأساليب في العديد من السياقات ، ولا يوجد تعريف متفق عليه لها كمفهوم شامل. ولكن باستطاع اسود الاطلس لبلورة هذه المفاهيم بلمساتهم المهارية خلقت ذلك المفهوم لتظل الدهشة في إطلالتها مع شيخ الصوفية السودانية في استئجار طائرة لمريديه للقدوم لكأس العالم وتشجيع الفريق المغربي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى