تحقيق

سطات أو المدينة التي تكالبت عليها مصائب المنتخبين

أطلس توداي : عبد الله شوكا

تعرف مدينة سطات بذلك الحصان الإسمنتي المنتصب وسط المدينة، ولو رجعت إليه الروح ونزل لدردك غاضبا وداس بأقدامه على كل أعيان ومنتخبي ومسؤولي مدينة سطات، وفي انتظار أن يتحرك المسؤولون في المدينة لإنقاذها من براثين التهميش والضياع، سيبقى ذلك الحصان شاهدا على أحوال مدينة سطات وهو يهمس في خاطره” آه لو كنت طليقا أيها المسؤولون”.
كثيرة هي الأمور التي تجعل مدينة سطات مهمشة ومهملة، وأنت تتجول بين حاراتها قد تلمس الضياع في جميع أحيائها بدون استثناء، وتعرف مدينة سطات تقلبات مناخية طيلة السنة، خصوصا الحرارة التي تشتد فيها صيفا، ولكم أن تتصوروا مدينة بعمرانها وبكثافة سكانها والطقس الحار الذي تعرفه، ولاتتوفر حتى على مسابح يلتجأ إليها شبابها وسكانها عند اشتداد الحرارة.

شخصيا علاقتي بمدينة سطات جد قديمة، تعود الى حقبة بداية السبعينات في مرحلة الدراسة الإعدادية، كانت مدينة سطات جد صغيرة وكانت أحياؤها تعد على رؤوس الأصابع، نزالة الحد، ميمونة، قيلز، حي البطوار، حي نزالة الشيخ، حي السماعلة، عين نزاغ، مانيا، مبروكة، درب عمر، درب الصابون.
ومع ذلك عشنا فيها ذلك الزمان الجميل والذي مازلنا نحتفظ بذكرياته الخالدة نحن رفاق الدراسة، ما نزال نتبادل ذكريات مدينة سطات وأيامها الزاهية حتى اليوم، وبالرغم من ذلك الزمان السحيق أيام السبعينات، فقد كانت مدينة سطات ولو لصغرها في ذلك الوقت، كانت تتوفر على مسبح بلدي كنا نلتجىء إليه عندما يشتد الحر.

أما اليوم فقد زحف الإسمنت والعمران إلى مدينة سطات وأصبحت تضاهي المدن الكبرى، وكان بالإمكان التفكير في توفير مسابح ومنتجعات صيفية، نظرا لموقعها الاستيراتيجي الجميل القريب من الغابة، وموازاة مع هذا الاكتضاض والكثافة السكانية لاشيء على مايرام في مدينة سطات اليوم، يتحرك النمو السكاني وتكبر مدينة سطات بينما المسؤولون والمنتخبون وأعيان المدينة هم في سبات عميق وفي دار غفلون.
ويعاني شباب مدينة سطات من انعدام الشغل، وغياب فضاءات ترفيهية وثقافية ورياضية يغير بها روتينه اليومي، وحتى عند اشتداد الحرارة على شباب مدينة سطات قطع مسافة 50 كيلومتر وصولا إلى قرية مشرع بن عبو للتملي بجو ملطف يجده على ضفاف نهر أم الربيع، وما يرافق ذلك من مخاطر السباحة والغرق، وكم من مرة تأتينا أخبار أليمة عن غرق شبان قادمين من مدينة سطات لايحسنون السباحة.

لقد تكالبت الظروف على مدينة سطات وأصبحت تعاني في صمت في جميع المجالات، أسواق عشوائية، شوارع وأزقة محفرة، انتشار الكلاب الضالة، الأزبال مرمية في كل مكان، غياب المرافق الثقافية والاجتماعية والصحية والرياضية، فقط أصبح الإجرام هو السائد ، وإذا حلت الكوارث فلا تأتي فرادى، فحتى فريق النهضة السطاتية أصبح في خبر كان، وأين أمجاد فريق النهيضة السطاتية وأيام السليماني، والحارس الكباري، وفلاحي، والمعطي، وعمر بودراع، وإدريس، ومحاسن، وبلفول، وحانون، وبهلاوي، وفاكيري، وبنعلي، والزعيم بودراع، والعلوي.
ولست أدري أي وعود أصبح مترشحو الانتخابات يقدمونها لساكنة مدينة سطات، ولعل أبناء مدينة سطات يموتون غيضا لما آلت إليه أوضاع مدينتهم وهي تموت أمام أنظارهم.
وخلاصة القول أن أبناء مدينة سطات فقدوا كل الثقة في مسؤولي ومنتخبي المدينة وأعوانها، وأصبح أهالي مدينة سطات يستنجدون ويتطلعون لزيارة ملكية لإنقاذ عاصمة الشاوية من الضياع.
وفي انتظار بارقة أمل تطل على مدينة سطات من أعلى سلطة بالبلاد، سيبقى ذلك الحصان الاسمنتي المرابط وسط مدينة سطات يترقب المستقبل، وسيظل أكبر شاهد على تقاعس مسيري الشأن المحلي للمدينة، وسيظل يضرب بصفائحه وقوائمه الأرض غيضا على مسؤولين ليسوا في مستوى تطلعات ساكنة مدينة سطات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى