آراء وأعمدة

رحلتي المثيرة إلى موسكو ولقاء بريغوجين

د. اسامة احمد المصطفى

هل قام بوتين بتقمص البشير في قتل الزبير بإسقاط طائرة بيريغجين؟”
رحلة مذهلة من واشنطن إلى موسكو و اكتشف عوالم متناقضة بين العاصمتين العالميتين ، تُعتبر روسيا من الدول التي تُولي اهتمامًا كبيرًا لاستقطاب بعض الدول الأفريقية، فقد كانت لشركة فاغنر دور هام في بقيادة بيريغوجين، التي تسيطر بشكل أو بآخر على بلدان أفريقيا مثل النيجر ومالي وجزء من تشاد وحتى موزمبيق. ولقد دعمت روسيا بشكل مباشر قوات الدعم السريع السودانية، وذلك بناءً على العلاقة الوثيقة بينهما في قطاع التعدين وجبال الذهب في الأراضي السودانية.

في هذا الإطار بدأت رحلتي المثيرة إلى موسكو في عام 2018، قادمًا من واشنطن، كانت تلك التجربة رحلة معرفية عميقة عن روسيا، بكل غموضها السافر، وهي تجربة لا تنسى تعتبر من أعمق الرحلات المعرفية التي قمت بها، اكتشفت روسيا بكل غموضها السافر، واستمتعت بتفاصيلها الفريدة وتاريخها العريق كان لدي اهتمام كبير بمجموعة فاغنر، كواحدة من أولويات اهتماماتي الخاصة، فقد كان لها علاقة دقيقة ومدهشة مع الحكومة السودانية في ذلك الوقت، وتحديدًا مع قوات الدعم السريع التابعة للحكومة القوات المسلحة حينها.

حيث قدمت مجموعة فاغنر تدريبًا مكثفًا لقوات الدعم السريع، وزودته بالمهارات والتجهيزات اللازمة. وكان من المثير للاهتمام أن قائد الدعم السريع حميدتي قد زار موسكو قبل يوم واحد فقط من الهجوم الروسي على أوكرانيا. هذا الأمر أثار الكثير من الأسئلة والتكهنات حول العلاقة بين السودان ومجموعة فاغنر. هذه العلاقة الدقيقة والمدهشة مع الحكومة السودانية .

تجدر الإشارة إلى ان تاريخ العلاقة بين السودان ومجموعة فاغنر يعود إلى فترة حكم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير. حيث امتلكت مجموعة فاغنر علاقة وثيقة بالسلطة السودانية، وخاصة بـ حميدتي الذي كان في ذلك الوقت قائدًا لقوات الدعم السريع. وقد تم تدريب هذه القوات على يد فرق فاغنر العسكرية وتزويدهم بالمعدات والأسلحة اللازمة ، وفي الواقع، كانت علاقة حميدتي ومجموعة فاغنر واحدة من العوامل المؤثرة في استمرار حكم البشير وتماسك نظامه. إذ قدمت مجموعة فاغنر الدعم العسكري والأمني للنظام، وذلك في إطار عقود استثمارية مشتركة في قطاع التعدين والنفط وغيرها من القطاعات الحيوية في السودان.

ومع ذلك، تغيرت الأمور بعد الانتفاضة الشعبية في السودان وسقوط البشير. فبعد أن أطاح الاحتجاج الشعبي بالبشير، تأزمت العلاقة بين السودان ومجموعة فاغنر. حيث تم اتهام عدد من الأفراد المرتبطين بمجموعة فاغنر بالتدخل في الشؤون الداخلية للسودان ومحاولة إفشال عملية الانتقال الديمقراطي.

أما لقائي مع بريغوجين فقد كانت مجرد صدفة كنت بالقرب من الميدان الأحمر جاء مارا مع مجموعته اخبرني احد الذين يتحدثون الإنجليزية بأن هذا زعيم مجموعة فاغنر يفجيني بريغوجين ،إذا حدث مقتل بريغوجين، فمن المرجح أنه ستحدث مستجدات في الملفات الأفريقية المتعلقة بمجموعة فاغنر، قد تتغير الديناميكية في العلاقة بين روسيا والدول الأفريقية المعنية، وقد يتطلب ذلك استعراضًا وتقييمًا جديدين للتعاون والسياسات، ويبقي السؤال هل من الممكن أنه في حالة مقتل بريغوجين عنوان: “المؤامرة المحتملة: هل قام بوتين بتقمص البشير في قتل الزبير بإسقاط طائرته بيريغجين؟”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى