بانوراما

حزب الشاي.. هل يعيد ترامب بمساعدة قطط سمان البنوك المنهارة؟!..

أطلس توداي: القاهرة- فراج إسماعيل-

كان لافتا تكرار الرئيس بايدن مرتين “لن يتحمل دافعو الضرائب خسائر البنوك المنهارة”.
لكن المتابعين للأزمة المالية التي ضربت الولايات المتحدة عام 2008، يعرفون أنه يوجه كلامه إلى حزب الشاي.
هذا الحزب غير الرسمي، حركة شعبوية محافظة، على يمين الحزب الجمهوري نشأت على هامش حفلة شاي عام 2009 احتجاجا على تدخلات إدارة أوباما لإنقاذ البنوك المفلسة، رغم أنه – الرئيس أوباما – أطلق المصطلح الأمريكي المعروف “القطط السمان” على المصرفيين المسؤولين عن تلك البنوك Fat cat bankers إلا أنه أنقذ بنوكهم المفلسة بتدخل إداراته.
كانت تلك هي بداية الشعبوية التي جاءت بترامب رئيسا، ثم حصد منها 75 مليون صوت في الانتخابات التي خسرها 2020.
لذلك تجنب بايدن كلمة “إنقاذ” خوفا من ردة الفعل الشعبوية الشرسة التي أعقبت أسوأ انهيار مالي عام 2008 رغم أنها أنقذت الاقتصاد العالمي.
عندما وقع باراك أوباما عام 2010 تشريعا جديدا ينظم البنوك أعلن أنه “لن يكون هناك المزيد من عمليات الإنقاذ الممولة من الضرائب”.
منذ انهيار الجمعة الماضي وبعد نحو 13 عامًا ظهر بايدن أمام الإعلام ليقول إنه تذكر تلك اللحظة.
وتعهد بحزم “هذه نقطة مهمة.. لن يتحمل دافعو الضرائب أية خسائر.. اسمحوا لي أن أكرر.. لن يتحمل دافعو الضرائب أية خسائر”.
بيتر بيكر كبير مراسلي البيت الأبيض، وهو مؤلف 7 كتب كان آخرها “ترامب في البيت الأبيض”.. علق بأن بايدن لم يستطع حتى أن ينطق كلمة “إنقاذ”.
فلا يزال شبح التدخل الحكومي يطارد واشنطن بعد انهيار القطاع المصرفي الذي تسبب في الركود الكبير، مما جعل قادة الحزبين، الديمقراطي والجمهوري مصممين على تجنب أي تكرار لتلك الفترة المؤلمة.
ذلك معناه أن “القطط السمان في البنوك” يتم إنقاذهم من قبل الحكومة حتى مع فقدان الأمريكيين العاديين لوظائفهم ومنازلهم ومدخراتهم الحياتية، مما أثار حفيظة الناس لدرجة أنها أدت إلى حفل الشاي وقتها، واحتلال “وول ستريت” بثورة شعبوية مكنت من صعود الشعبويين مثل دونالد ترامب وبيرني ساندرز، وفي الأخير ساعدت ترامب على الفوز بالرئاسة في انتخابات 2016.
بايدن يعرف ما حدث. لقد رآها عن قرب، وشاهد الانتفاضة العامة من مكتبه في الجناح الغربي بالبيت الأبيض عندما كان نائبا لأوباما، والذي كلفه بحزمة التحفيز الاقتصادي المنفصلة، لكن حزب الشاي خلط بينها وبين عمليات إنقاذ البنوك.
لذلك في ظهوره الأخير بعد إنهيار سيليكون فالي بنك وسيجنيتشر، وضح أنه يسعى إلى تفادي أزمة ثقة، ويريد تجنب خسارة مصداقيته، فركز
على مساءلة المسؤولين عن البنوك المنهارة، وتجنيب دافعي الضرائب دفع التكلفة.
حزب الشاي “الشعبويون” حملوا الانهيار البنكي للرئيس بايدن لأنه في رأيهم قدم بالتدخل الحكومي “خطة إنقاذ للفاسدين”.
يقول ميك مولفاني عضو الحزب الجمهوري، وسابقا عضو الكونجرس ورئيس موظفي البيت الأبيض: “سياسيًا، إذا سألتني ما هو تأثير إنقاذ التقنيين الأثرياء في كاليفورنيا، فإن الجواب هو أن احتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب قد ارتفع من ثلاث إلى أربع نقاط”.
لقد دخل ترامب البيت الأبيض رئيسا كبطل لحفل الشاي السابق، وها هو حفل الشاي الجديد يقربه بقوة.
بايدن حاول ويحاول إبعاد هذا الشبح.. حمل المسؤولية لسياسات ترامب في فترة إدارته، معلنا أن دافعي الضرائب لن يتحملوا تكلفة إنقاذ المودعين في البنوك الفاشلة، وسيتم تمويلها من خلال الرسوم التي تدفعها البنوك الأخرى في المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع FDIC .
ما لم يذكره حسب بيتر بيكر كبير مراسلي البيت الأبيض في مقاله بالنيويورك تايمز أنه سيتم دعم برنامج قرض منفصل من الاحتياطي الفيدرالي للمساعدة في الحفاظ على تدفق الأموال من خلال النظام المصرفي بأموال دافعي الضرائب.
منتقدو بايدن يقولون إن “الإنقاذ” واحد وليست هناك فروق، إنه فقط يتظاهر بأنها ليست خطة إنقاذ.
نيكي هايلي السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة التي تتنافس الآن على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة قالت في بيان “الآن يضطر المودعون في البنوك الناجحة إلى دعم سوء إدارة بنك وادي السيليكون. عندما يجف صندوق التأمين على الودائع ، سيكون جميع عملاء البنوك في مأزق. هذه خطة إنقاذ عامة “.
ماكنتوش عضو الكونجرس الجمهوري السابق من إنديانا غرد على تويتر بالمعنى نفسه.
البيت الأبيض رفض بشدة المقارنة مع عمليات الإنقاذ السابقة، وأشار إلى أن الحكومة تحمي المودعين وليس المستثمرين، وتطرد مديري البنوك المسؤولين عن المشكلة.
وقالت كارين جان بيير السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض للصحفيين: “هذا مختلف تمامًا عما رأيناه في 2008”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى