بانوراما

حتى لا تصبح البالوعات قبورا

طلس توداي: لطيفة بجو

انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لخمسيني فرنسي أثناء عملية إنقاده بإخراجه من بالوعة الصرف الصحي( الواد الحار بالمغربية) التي سقط فيها. يحدث هذا في مدينة طنجة، إلا أنها لن تكون أول مرة نرى فيها مثل هذه الأحداث.

وفعلا، لقد سمعنا ورأينا مرارا أحداثا مشابهة لأشخاص يقعون في ما سأسميه حفر الواد الحار التي تبقى مفتوحة، إما بسبب غياب أغطيتها التي تكسرت أو تصدعت بفعل التقادم، أو لأن أيدي خفية قد استحودت عليها للاستفادة منها ببيعها لبعض التجار الجشعين الذين يشترونها دون أن يسألوا بائعيها عن مصدرها.

مرة أخرى تعود الى السطح قضية البالوعات المفتوحة، ليطرح المواطن مجددا نفس الأسئلة: من المسؤول عن هذه الحوادث؟ وكيف السبيل لتفاديها؟
صحيح أن المواطنين لا ينتبهون أحيانا إلى كون حفر الصرف الصحي لا تكون مغلقة، وأخرى لأنهم ينشغلون بهواتفهم بدل مراقبة الطريق أمامهم وأين يضعون أرجلهم. ولكن هذا لا يمنع أن على السلطات التدخل والسهر على حماية المواطنين من مثل هذه الحوادث، وإغلاق جميع البالوعات بشكل صحيح، أو على الأقل وضع لافتات أو حواجز على مقربة من تلك المكشوفة، في انتظار نهاية الأشغال بها، إذا كان الحال كذلك. فليس كل مرة تسلم الجرة. فإذا كان الفيديو المذكور يبين عملية إخراج المواطن الفرنسي من الحفرة وهو حي يرزق، فإن في فيديوهات أخرى للأسف يعجز الجميع عن إنقاد الضحايا الذين تجرفهم سيول الصرف الصحي داخل البالوعات.

أكيد أن كل المدن المغربية تعاني من هذا الوضع. فحتى في حالة عدم السقوط في هذه البالوعات، فإن المواطن يجد نفسه يعاني من الروائح الكريهة التي تنبعث من تلك المكشوفة، ناهيك عن الخطر الذي يحدق بالصغار كلما لعبوا أو مروا بالقرب منها، وأنها تصبح أحيانا مكانا لرمي النفايات وللتخلص من الأزبال المنزلية، وهو ما يتسبب في مشاكل أخرى عند سقوط أول قطرات الغيث خلال فصل الشتاء.

لذا، فإننا سنستغل هذه الواقعة المؤسفة لدعوة الجهات المعنية بكل المدن إلى التحرك وتعيين لجن مهمتها مراقبة البالوعات والقيام بالصيانة اللازمة لها، وذلك تفاديا لأي حوادث مستقبلا.

لمن يهمه الأمر …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى