آراء وأعمدة

بدون رتوش…الأسعار نار ياحكومة العار

بوشعيب النعامي …

لم يشهد المغرب موجة غلاء حادة، مثل ما يعيشه حاليا…ولم يشعر المواطن البسيط ،ومتوسط الدخل بالحرائق التي اشتعلت في الأسعار بالنيران، وهي تلتهم جيوبه، كما يشعر بها حاليا.

فلا تطمينات ولا نقابات ولا هيئات الدفاع عن المواطنين، ولا وزيرا ولا غفيرا، خرجت لتقول لهذه الحكومة: عار عليك فالأسعار نار يا حكومة العار.

الصمت و”اللقوة” ضربت الجميع وكأن فوق رؤوسهم الطير، فلا أحد ينتقد هذه الزيادات الصاروخية في المواد الأساسية، ولا أحد ولو من باب الرأفة، رسم الحقيقة، ودق ناقوس الخطر، للوضع الاجتماعي، الذي يهز أركان الأسر المغربية المستضعفة، ولا أحد من بين الأحزاب، التي تأكل غلة وخيرات البلاد من دعم الدولة ، تجرأ ليفتح فاه، ويتساءل ولو من باب التساؤل فقط، عن هذه الزيادات المهولة والجهنمية، التي تكوي الفؤاد….أما الحكومة فتلك حكاية أخرى.

هذه الحكومة التي لا نسمع عنه إلا الزلات، ولا يعرف الرأي العام من أسماء وزرائها، إلا النزر القليل، لأنهم أشباح فقط، مع استثناءات قليلة جدا جدا، وكأن البقية انتدبت وزيرا واحدا، أصبح حديث الساعة، ليس على المستوى المحلي فقط وإنما دوليا أيضا، وهو أمر بديهي، لأنه يعرف لون جوارب المواطنين، ويطارد المحتجين من محامين وعدول وطلبة حقوق، وما إلى ذلك، ويضيق الخناق على حرية التعبير، ويهدد بتعديل القوانين، بداعي الإصلاح، ولا ندري عن أي إصلاح يتحدث، بل كانت شريحة من الشعب ستصفق له، لو أراح واستراح، ووضع نهاية لهذا “البوليميك”، الذي أصبح حديث الجميع، وقدم استقالته لأن للمغرب أعداء الخارج، ونخاف أن يكون من بيننا أعداء الداخل.

أعود من حيث بدأت، وأقول إن الغلاء لم يوقر الصغير ولا الكبير، بدليل أن حفاظات الأطفال وكبار السن، طالتها الزيادة، وكأن الحكومة تريد أن تقول للآباء والأمهات، عودوا إلى حفاظات الثوب فهي صالحة لمدة طويلة جدا.

الغلاء مس كل المواد الأساسية، والأسعار ارتفعت إلى السقف، والغريب أن الأسعار في تصاعد شبه يومي، ومن يرد دليلا على ذلك، فليسأل أصغر تاجر بالتقسيط، ليؤكد له الحقيقة.

أما عن الخضر والقوت اليومي لعموم الشعب، فالأثمان تحلق الأعالي ، فما جدوى شعار “المغرب الأخضر”والطماطم تجاوزت 13 درهما والبصل 12 درهما واللوبياء 25 درهما ، كمثال فقط.

أما اللحوم البيضاء فحدث ولا حرج، في حين ان اللحوم الحمراء فلن يقربها إلا من استطاع إليها سبيلا، فأن يبلغ الكيلو الواحد 110 درهما، فهذه قمة “السفالة” وكأن الحكومة الموقرة تنصح بالتحول إلى أكل لحوم الحمير والبغال والقطط.

ماذا تريد الحكومة من المواطن، وهي تتفرج على هذه الزيادات الصاروخية، دون ان تحرك ساكنا، وكيف لها بذلك، وهي تتلذذ بمتاعب المواطنين، ولا يهم رئيسها إن نزل سعر برميل النفط إلى دولار أو دولارين ، لأن الأهم لديه وحكومته، أن يبقى عداد محطات البنزين في سعره المرتفع، حتى وإن شهدت كل الدول انخفاض أسعار الكازوال والبنزين بمختلف أصنافه.

رمضان على الأبواب، ونأمل من الله عز وجل، ان يلطف بنا، ويعصف بهذه الحكومة التي لم نر من ورائها سوى الكوارث أفقيا وعموديا.

****

آخر الكلام: الفساد كالرائحة الكريهة ، لا تكفي أن تسد أنفك عنها، بل يجب أن تتحرى عن مصدرها فتزيله إلى الأبد.

8
4

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كل الدول الاوروبية راجعت سياساتها الاقتصادية ، وراجعت مستورداتها من الطاقة ،وتم خفض الاسعار بنسب متفاوتة في العديد من المواد الغدائية.. وللمرة الثالثة يتم خفض ثمن المحروقات _في اسبانيا تحديد ا _
    فهل قامت الحكومة المغربية بشيء من هذا القبيل ؟؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى