آراء وأعمدة

بدون رتوش..أيها المحللون أغلقوا أفواهكم

بوشعيب النعامي ….

قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمرة… جلدوه بأقسى الكلمات ..تكالبوا عليه بالكلام الجارح… ضاعفوا جهودهم، من أجل أن لا يكون في مونديال العرب.. حركوا هواتفهم وشغلوا بعضا ممن يمتهنون مهنتنا، التي أصبحت بساقين مفتوحتين لمن يدفع أكثر -للأسف الشديد- وحولها البعض ممن قفزوا عليها، محبرة تغمس فيها أقلام، لا تميز بين الفعل والفاعل، ولا بين المجرور ولا المرفوع ، بل وأكاد أجزم، بأن بعضا ممن يسيؤون للمهنة، لا يعرفون معنى التقرير ولا التحليل ولا الربورتاج ولا التحقيق، ولا يجيدون حتى التحدث بالعربية، فكيف لهم أن يشرفوا المهنة، وكيف لهم أن يدافعوا عن مهنة، ليست منهم ولا لهم، بل دخلوها عنوة وحراما، لأن أبوابها مشرعة فعلا لكل من هب ودب.

سأعود للموضوع لاحقا، ولكن دعونا نبقى في دائرة ما سلف.

يقيني أن الغالبية من أشباه المحللين، الذي حملوا معاول النقد، وتحولوا بقدرة قادر إلى خبراء في كرة القدم، حتى لا أقول اختصاصات أخرى، يحاولون الاختباء ، وهم يقومون الآن بمسح ما أسلفوا قوله على الأثير أو كتبوه على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنهم خجلوا من أنفسهم، وتأكدوا بأنهم عاهة فكرية ومهنية فعلا، لأنهم أقحموا أنفسهم في مجال ليس لهم، ولبسوا ثوبا فضفاضا أكبر من أجسادهم، وتحدثوا عن أمور، ليست من اختصاصهم بل ومنهم من لا يميز بين التكتيك والتكنيك…

ما أعجبني في اللاعب يوسف النصيري، أنه لم يستسلم لمعاول الهدم التي حاولت كما أسلفت بشتى الطرق، أن تضعه خارج تركيبة المونديال، لم يرد على أحد بتصريح أو احتجاج، بل اختار الوقت المناسب، والمناسبة المناسبة (بكسر السين)، ليرد بطريقته الخاصة، ليس في المحيط الجغرافي لبلادنا، بل أمام العالم كاملا، لأن كل الأنظار في مشارق الأرض ومغاربها، معلقة نحو مونديال قطر.

النصيري قال للجميع إنه عنصر لا يمكن الاستغناء عن خدماته، وأنه معادلة أساسية،داخل تركيبة الأسود، ليس بسبب حسه التهديفي وأهدافه الحاسمة، بل لأنه يتحول إلى مدافع شرس، وهي ميزة لا تتوفر لدى من يلعب كقلب هجوم.

الفضل بعد الله طبعا، يعود لمدرب اكد للجميع أنه ظاهرة المونديال، وأنه ابتكر قواعد تكتيكية جديدة، حير بها مدربين يمثلون مختلف المدارس، ولهم خبرة طويلة في مجال التدريب، ويجيدون قراءة منافسيهم.

الفضل كما قلت، يعود للمدرب وليد الركراكي، الذي دافع عن النصيري، وطالب بمساندته ودعمه، و تشجيعه، والوقوف إلى جواره، فيما انبرت نفس الوجوه والأقلام والأصوات لشن هجوم على “راس لافوكا”، الذي كان يعلم أن النصيري، هو المفتاح السحري الذي سيفاجئ به منافسيه، وأن ” راس لافوكا ” هذا سيزعزع الموازين بكتيبة من أضلاعها لاعب اسمه يوسف النصيري، الذي يبقى اللاعب المغربي الوحيد الذي سجل في كأسين للعالم، وقفز لأكثر من مترين ليهدي للمغرب تذكرة التأهيل لنصف نهاية المونديال، وهو ما عجزت عنه البرازيل وألمانيا وبلجيكا وهولندا و “زيد و زيد حتى لولاد سعيد” كما يقول المثل الشعبي.

رهان رابح وكأنه يقول لهؤلاء “أيها المحللون أغلقوا أفواهكم، اذهبوا لحال سبيلكم ، واتركوا المجال لأسيادكم”.

آخر الكلام: الضفدع الراقد في قعر البئر لا يعرف ماذا يدور في السطح.

5
1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى