رياضة

المغرب حاضر في مونديال 2026

أطلس توداي : لطيفة بجو

استرخى الفرنسيون أخيرا وتنفسوا الصعداء عقب فوزهم على المغرب في مباراة الدور نصف النهائي لمونديال قطر. وإذا كان المتتبعون عبر العالم قد لاحظوا أن هذا الفوز لم يكن مستحقا بسبب الأخطاء التي عرفها التحكيم، فإن البعض الآخر قد ذهب أبعد من ذلك حين قال أن فرنسا ربما قد مارست ضغوطات وتهديدات على بعض الجهات لضمان هذه النتيجة. والسبب يكمن في زعزعة ثقة فرنسا بفريقها وبقدراته، بعدما رأت كيف أطاح الفريق المغربي بمنتخبات أخرى كانت مرشحة للفوز بالكأس. فكان إذن على الجهات العليا أن تتحرك…

لا يمكن الجزم بصحة أو خطأ هذه الاتهامات في غياب أي أدلة ملموسة، ولكن يبقى أن فرنسا لم تكن لتقبل بالانهزام أمام بلد “صغير وفقير، والناس لا يعرفون موضعه في الخريطة”، كما جاء على لسان اللاعب الدولي الفرنسي السابق فرانك لوبوف.

كيف كانت ستقبل أن تخسر أمام بلد لا زال عقلها الباطن يعتبره “مستعمَرة”. ففرنسا لم تنس قط أن المغرب كان يوما ما تحت حمايتها. فكيف للتلميذ أن يتفوق على أستاذه؟

لم تكن فرنسا لتقبل بالهزيمة أمام هذا الوافد الجديد على المربع الذهبي. فهي تعتبر هذا الأخير كعكة من حقها وبعض الدول الأخرى فقط؛

لكل هذه الأسباب، وقع ما وقع يوم الأربعاء الماضي، وخسر المغرب الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم، ليخرج علينا بعض الصحفيين في برامجهم بلقطات تؤرخ لما قام به المغرب ويشيدون بإنجاز منتخبه. وبما أننا نعرف العقلية الفرنسية حق المعرفة، ونفهم جيدا لغتهم وطريقة تفكيرهم، فقد فهمنا أن كلماتهم وتعابيرهم كانت في ظاهرها مآزرة ومواساة وجبر خاطر لنا، ولكن باطنها مليء بالتشفي والشماتة.

فازت فرنسا إذن في مباراة نصف النهائي وأصبحت تحلم بالكأس، لدرجة أن الرئيس ماكرون قد نشر “تغريدة” عبر حسابه على موقع “تويتر”، وهو يُمني نفسه بالأماني: “هل نعيد الكرة؟”. شخصيا أستبعد الأمر، خصوصا إذا استفحلت الوضعية الصحية للاعبي المنتخب الفرنسي بعد انتشار متلازمة الإبل بينهم.

هزيمة المغرب أمام فرنسا لا تعني أنها لا محالة ستفوز بكأس العالم. وإذا شاءت الأقدار الإلهية وكان من نصيبها، فلن يغيظنا ذلك في شيء، بل سنفرح وسنردد جميعا : “إفريقيا فازت بكأس العالم”، على حد قول الكوميدي ومقدم البرامج الأمريكي تريفور نوا، بعد فوز فرنسا في دورة سابقة…الفاهم يفهم.

 فأخبروا اللاعب لوبوف أن المغرب- ورغم “صغره”- قد حقق ما لم تحققه دول “كبيرة”.

 أخبروه أيضا أن موقع المغرب قد أصبح معروفا على الخريطة بفضل الإنجاز المبهر والأداء الرائع الذي قام به منتخبه في مونديال قطر، إن على المستوى الفني أو التكتيكي.

أخبروه وغيره أن المغرب قادم. لذا، فانتظروه في نهائيات كأس العالم 2026.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى