المدينة القديمة التي تخدش جمالية كازابلانكا والأفارقة يغزون درب باشكو والذيب+ صور
أطلس توداي: الدارالبيضاء بوشعيب النعامي ( تصوير خالد أرشتال )
هذه الصور ليست من قندهار ، أو من مخلفات الحرب الروسية الأوكرانية، ولا من أشد الأحياء بؤسا في أفقر دول العالم، بل قد تتفاجؤون إذا علمتم بأنها من عمق الدارالبيضاء، التي يقال عنها إنها قلب المغرب النابض، وإنها العاصمة الاقتصادية للمملكة وإنها تتوفر على جيش من المسؤولين والمنتخبين و السماسرة و” الشلاهبية ، وكل الأطياف البشرية التي تتحدث كل لغات العالم، وتلبس كل الألوان، وتتاجر في كل شئ، بشرا وحجرا و ما إلى ذلك.
الصور وما أكثرها التي بحوزة ” أطلس توداي”،من قلب المدينة القديمة بل وبعضها من درب الذيب ودرب باشكو – ليس الحي الذي كان يجاور الوازيس الراقي والذي تم محوه أواخر التسعينيات وشيدت مكانه عمارات راقية- بل نتحدث عن باشكو الذي يجاور الفندق الفخم حياة ريجنسي، الذي يشكل قبلة السياح الأثرياء، ورجال الأعمال وعدد من المسؤولين الذين يفضلون شرب” قهيوتهم” أو “قهوتهم”في صالوناته المتعددة، وتقام فيه أرقى السهرات والحفلات وتنظم فيه أهم الندوات.
الأمر لا يتوقف عند حدود هذه المظاهر التي تشوه معالم قلب كازابلانكا، وهو عنوان الفيلم الأمريكي الشهير، ولكن ما لا يصدق هو تحول بقايا المباني التي تم هدمها،إلى أوكار قائمة الذات ،بعد ترحيل أصحابها إلى مناطق متفرقة بل ونائية، بداعي أن بيوتهم وحواريهم وأزقتهم وجزءا من ذاكرتهم وذكرياتهم، تدخل في إطار ما يسمى بالمحج الملكي، وأن الضرورة تفرض إفراغ مئات العائلات وترحيلهم بعد تعويضهم.
درب باشكو هذا أصبح مأوى لمن لا مأوى له ، وأصبح تجمعا سكنيا للأفارقة، الذين بنوا فيه بيوتا من البلاستيك والكرطون المقوى وما إلى ذلك في منظر يذكرنا بمحيط محطة أولاد زيان، وهو مقابل السوق النموذجي المسمى سوق الأفارقة.
الملاحظ خلال اليومين الأخيرين شروع السلطات المحلية في هدم سوق الدجايجية، وليديك أزالت الكهرباء على المنطقة، وهي خطوة اعتبرها العارفون بخبايا المنطقة بانها إيذان بقرب رفع شوهة المكان من هذا المكان الحيوي.
