بانوراما

المبشرون بالغيث من خلال النشرات الجوية على شاشة التلفزة

أطلس توداي: عبد الله شوكا

تحتل النشرة الجوية على شاشة التلفزة مكانة خاصة لدى الفلاحين والبحارة، وكل من له صلة مع أحوال الطقس والجو في أعمالهم اليومية.
وطيلة عقود ألف المشاهدون المغاربة طريقة كل مقدم ومقدمة للنشرات الجوية، كل على طريقته الخاصة، هناك من يقدم النشرة الجوية بجدية، ومنهم من يضفي عليها طابع الهزل والفكاهة والمرح .

ولعل الفنان المرحوم عزيز الفاضلي، سبق وخرج عن الطريقة التي ألفها المغاربة عند مقدمي النشرات الجوية، كان هذا خلال عقد الثمانينات،حيث كان المشاهدون المغاربة ينتظرون بشغف أوقات النشرات الجوية وأحوال الطقس المنتظرة التي كان يقدمها الفنان عزيز الفاضلي، ليس لمعرفة أحوال الطقس والجو ، بل لمتابعة الفقرة الهزلية التي كان يقدم بها عزيز الفاضلي نشرة أحوال الطقس المسائية.

فمرة يظهر بجلبابه يتناول البصارة وقت فصل الشتاء، ومرة يظهر وسط جماهير كرة القدم وهو يجلس تحت مظلة إن كان الجو ممطرا، ومرة أخرى يظهر منهمكا في حرث الأرض بالطريقة التقليدية، وفي الحقيقة كانت طريقة ذكية من طرف الفنان المرحوم عزيز الفاضلي، لإضفاء طابع الفكاهة أثناء تقديم النشرات الجوية، والكل يتذكر أن فترة تقديم النشرات الجوية من قبل الفنان عزيز الفاضلي كانت زاهية فلاحيا حيث أنصفه القدر وكانت الصابة وفيرة كل سنة خلال فترة تقديمه لأخبار أحوال الطقس.

ويتذكر المشاهدون المغاربة أيضا طريقة تقديم نشرات الأخبار الجوية وأحوال الطقس من قبل المرحومة سميرة الفيزازي رحمها الله، على القناة الأولى، وقد تأسفوا لفترة مرضها ورحيلها مبكرا وهم الذين ألفوا الطريقة الراقية التي كانت تقدم بها الأنيقة سميرة الفيزازي رحمها الله النشرة الجوية في القناة الأولى، والغريب في الأمر أن المشاهدين والفلاحين على الخصوص كانوا معجبين بسميرة الفيزازي عندما كانت تقدم النشرات الجوية بطريقتها الرزينة وابتسامتها العريضة، كانت سميرة الفيزازي مبتسمة حتى إبان زرقة السماء وتأخر نزول الغيث، كانت الابتسامة لا تفارق سميرة الفيزازي في مختلف الفصول، وكان المشاهدون يلمسون من خلال ملامح سميرة الفيزازي تباشير قدوم الغيث قبل الإبلاغ بها خلال فقرات نشراتها الجوية.
أما الطريقة التي كانت مقدمة النشرات الجوية في القناة الثانية رحمة الحناوي، فكانت تشبه الى حد بعيد طريقة المرحومة سميرة الفيزازي، واذا كان إسم رحمة مشتق من الرحمة وما تجود به السماء، فإن الفلاحين كانوا يستبشرون أيضا بنشرات رحمة الحناوي قبل انتقالها الى خلية تقديم النشرات الاخبارية على القناة الثانية ، وهذا ليس نقصا من قيمة الشاب الحسني الذي أصبح هو المكلف بتقديم نشرات أحوال الطقس بالقناة الثانية.
تبقى الإشارة إلى أن مقدمي النشرات الجوية يعتبرون أيضا نجوما للشاشة، لهم عشاقهم يتابعونهم باهتمام بالغ، وكم من مرة تعتبر النشرات الجوية أهم من نشرات الأخبار المفصلة خصوصا عند الاخبار بقدوم الغيث مثل ما نعيشه هذه الأيام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى