رياضة

الرجاء والرجاء في الله

أطلس توداي: بوشعيب النعامي

هل نحمد الله على أن الرجاء لن تشارك في الموندياليتو، لأنها كانت ستمحي الصورة الزاهية التي رسمها الجيل الذي لعب النهائي ضد البايرن ؟

السؤال ما كان له ليطرح ، لولا إفرازات المواجهة ضد المغرب الفاسي، حيث ظهرت الرجاء كمجموعة مفككة تكتيكيا، دون الحديث عن الجانب البدني المتدني، حيث لم تتمكن من تقديم ضمانات بصحوة الفريق ليس على المدى القصير بل المتوسط ، وأتحفظ للحديث عن المدى البعيد.

ربما كان شفيع المدرب منذر الكبير سابقا هو أنه حديث الالتحاق بالمجموعة ، وأنه يحتاج لمسافة زمنية لمعرفة نقط وفواصل ودواخل وباطن الرجاء، ولكن شهرا من التداريب المغلقة ، كان كافيا لرسم ملامح ما يبرد حرقة شعب الرجاء ومحبيها الذين لم يبخلوا كعادتهم بالحضور.

المغرب الفاسي الذي غابت عته مجموعة من عناصره الأساسية، كان الأكثر توازنا على مستوى جميع خطوطه، وقدم مدربه عبد الرحيم شكيليط، معادلة تكتيكية، عجز منذر الكبير عن فك شفرتها، سواء في الجولة الأولى أو الثانية، بل وكان الماص قريبا من هز شباك الزنيتي في أكثر من مناسبة، فهل سيحتاج المدرب لأشهر أخرى لتقديم ضمانة بأنه المدرب القادر على الإبحار بالرجاء إلى مرافئ الأمان؟

الرجاء التي اعتقدت الغالبية، بأنها ستستعيد عافيتها مع عودة البطولة، وأنها استجمعت قواها مع فترة التوقف، كذبت التكهنات وقدمت أسوأ نسخة للفريق، والجماهير التي حضرت المباراة خرجت مستاءة من مردودية عدد من اللاعبين يتقدمهم الناهيري ووليد الصبار وزريدة و”المصيبة” أكسيل وزيد وزيد حتى لكاريان بنعبيد وولاد سعيد!

أجمل ما كان في المباراة هو جمهور الفريق الذي قدم لوحات فنية جميلة ، ولم يتوقف عن التشجيع طيلة أطوار المباراة في محاولة لتحفيز اللاعبين، إلا أن أصوات تلك الأمواج البشرية ذهبت أدراج الرياح، والفريق كان شبحا حقيقيا، بعدما كان مجرد ذكر اسمه يهز فرائض الخصوم.

اهتزاز الفريق بدأ مبكرا حين تم الاستغناء عن العمود الفقري للفريق، وهي حقيقة لا ينكرها إلا جاحد أو اعمى أو من يرى الأمور بمنظار التعالي واعتبار الاصطدامات والتصريحات الغليظة باب لصناعة مجد الرجاء.

الرجاء فعلا زاوية، وهي في حاجة إلى ترسانة بشرية في مجموعة من المراكز، و بعيدا عن المحاباة نقول الرجاء تاريخ عملاق صنعته مواهب حقيقية وليس كراكيز، ومسيرون من العيار الثقيل، وجمهور من ذهب، وصحافة تقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال جميل لغة واسلوبا استاذ.
    للأسف الرجاء لازالت بعيدة كل البعد عن الإقناع . نحن في الدورة العاشرة ولازال الفريق يتلمس خطاه ويبحث عن الانطلاقة الحقيقية .
    اتفق معك استاذ النعامي الرجاء في حاجة لترسانة بشرية تليق بحجم وتاريخ الفريق . للاسف بعض الاسماء التي لعبت للرجاء منذ مواسم مضت والمفروض فيها حمل الفريق تظهر انها ليست في مستوى اقدميتها . حتى العميد الزنيتي بدا عليه العجز في تأطير الشباب .
    نتمى ان تستفيق الرجاء من كبوتها لأننا في حاجة ماسة الى رجاء قوية وللوداد قوية وللجيش القوي حتى ترقى بطولتنا للمستوى الذي ابهر به الفريق الوطني العالم في مونديال قطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى