السياسة

الدكتور أسامة المصطفى يكتب لكم من واشنطن

المونديال .. حب المغرب يبدد كل العداوات….

أطلس توداي -د. أسامة أحمد المصطفى – واشنطن

هل بات الطريق إلى «اليوتوبيا» عبر المغرب في زمن الصراعات؟ ربما !فالتنافسات السياسية بين الدول لم تعد ساحة للتعبير ، مع الدور البطولي الذي يلعبه المنتخب المغربي بالفروسية اللامحدودة في العرض الفني على أرض الملعب ومليء بالروح الباسلة والمسؤولية ، وتبع هذا الفريق تصفيق من الجميع في القارة الأفريقية وفي الشرق الأوسط ، بكل تناقضاته، انه تناغم غريب ورائع حيث التقى الأضداد في بوتقة حب المغرب، كما شهدت شوارع العاصمة الأمريكية واشنطن احتفالات الفرح المغربي من الجاليات ( المغاربية ،العربية والافريقية ) جميعها .

فكيف يمكن تفسير ذلك غير تلك الاستراتيجية السياسية التي تتماشى مع الاستراتيجيات الأخرى بما في ذلك الرياضية ، مع تقاطع خيوط الإدراك الواعي للمرحلة التي يعيش فيها العالم كله التناقضات والعداوات ومواجهات الدول ضد بعضها البعض لأسباب تتعلق معظمها بالأنانية والكراهية وحب التملك و الحرب والقتل من اجل المال كما أشار الدكتور( داهش ) سليم موسي العشي الروحاني المذهل الذي نادى بتوحيد الأديان ، فقد أشار في كتابه (مذكرات دينار ) تلك العملة الذهبية التي صهرت فسرد فيها ذكرياتها مع صراع الأمم بالقتل والحروب من أجل الحصول عليها .

فقد حصر الإنسان الرسالة في المجهول أو ربما تجاه العدمية، لذلك فهو الآن بحاجة إلى إنسانيته، فهو لم يخلق شريراً بطبيعته، لكن يوجد فيه ازدواجية بين الأنا الصالحة والأنا الشريرة، أو ما يسمى بحوار الأرواح، حيث تتقلب الأفكار والمواقف بين الثورية والسلبية ، ما نشهده في هذه الأيام في المونديال والحالة الوجدانية التي أوجدها الفريق المغربي بين الجميع حقق الالتفاف الفضائلي بالثورة الضمنية الإيجابية .

أي أن تحقيق أقصى قدر من المتعة وإشباع أي رغبة أو حاجة شخصية للحياة بالسلام وفقاً لمذهب المتعة الجذرية، وهو مجموع الملذات التي تحقق أقصى إشباع للإنسان بعيدا عن الأنانية ، وبالرغم من ان لا يزال الإنسان المعاصر يرى أن الأنانية هي حيوية السعي وراء المصلحة الشخصية والجشع ، وهما من الخصائص التي تولدها النظم الاجتماعية لإدارة شؤونها، إيماناً منها بأنها تؤدي إلى نجاحها .

ربما بالسبر في أغوار المعرفة الإنسانية، نجد أن العالم يطلب من المرء أن يكون شخصاً منحازاً لأفكاره ومبادئه التي تنبثق من عالم الفضيلة دون أن يتنازل عن حقه على نفسه ، دون إدراك أن العالم في أمس الحاجة للوئام والسلام، لطمأنة الأنام بدفء الكلام ، وهذا ما بلورته الحالة المغربية الافريقية العربية على المستويات العميقة والحالة المغاربية التي شهدتها في التفاعل الجذاب للجماهير الموريتانية والجزائرية والتونسية و بعيدا عن المواقف السياسية القاتمة .

قد أصبح الجمهور في هذه اللحظات نسخاً متطابقة، فلا تبحث عن اختلاف في طريقة تعاطيهم مع الحدث ورؤيتهم للأشياء، وبل يمارسون طقوساً تلقائية من الفرح ، فقد وجدوا رسالة الحب على الطريق، ورفضوا الصراع والتناحر في كل ركن من أركان الأرض، فقد تبنوا ثقافة صناعة الفرح حتى بات كأن الطريق إلى «اليوتوبيا» يمر عبر حالات الفوز المغربي ، يغطي علي الكيانات الجماهيرية التي يجب على الجميع أن يتعمق في فهمها، ويسعى إلى الرقي اليها حتى لا يضل الطريق، التعمق في مفهوم الإنسانية والتي تخضع لسلطة الأخلاقيات، والمشاعر، والهدف من الحياة وغيرها من الحالات الوجودية التي تحدد قيمة الإنسان ومدى وفائه للرسالة الكونية التي تتمحور حولها حياة البشر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى