أطلس توداي: عبد الله شوكا
يعرف مثلث برمودا بذلك المكان الخطير المتواجد في الجنوب الغربي من المحيط الأطلسي، المجاور للساحل الجنوبي الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويشمل المثلث فلوريدا وجزر بيرمودا وجزر البهاما.
وتكمن خطورة مثلث بيرمودا بالمرور منه وعبر مسافته الشاسعة التي يحتلها على المحيط الأطلسي، وعلى مدى التاريخ اختفت الكثير من الطائرات والبواخر والطائرات الحربية، والتي أخطأت الوجهة ومرت منه، ولم يعثر لها على أي أثر، واعتبرت روايات كون مثلث بيرمودا يعتبر مملكة الشيطان، وأصيب العلماء بالحيرة كيف لبواخر وطائرات عملاقة أن تختفي براكبيها في هذا المكان دون أن يتم العثور على حطامها إن فعلا تعرضت لطارىء.
وهنا لا نريد الحديث عن مثلث بيرمودا المكان الطبيعي الخطير، بل نسوق الحديث عن شبه لمثلث بيرمودا يتواجد بيننا في المغرب، وهي الحكومات المغربية المتعاقبة، هذه الحكومات التي يفقد معها الشعب كل أمل في العيش الكريم بمجرد تنصيبها.
ولعل ما يعيشه المغاربة اليوم مع الحكومة الحالية لاكبر دليل، وبفعل الأسعار وارتفاع مستوى المعيشة، فكل الأماكن التي يتسوق منها المواطنون أصبحت عبارة عن مثلث بيرمودا، سواء محطات البنزين أو مختلف الأسواق، وأينما وليت وجهتك يلسعك لهيب الأسعار المرتفعة، وإذا كان مثلث بيرمودا يلتهم الطائرات والبواخر بمن فيها، فكل الأماكن في المغرب أصبحت بدورها عبارة عن مثلث بيرمودا يلتهم جيوب المواطنين ويفقد صبرهم، وكم من مواطن يتجول ويتحاشى المرور من الأسواق مخافة الأسعار الملتهبة، ومخافة أن يفقد ما في جيبه، أليس هذا شبه لمثلث بيرمودا بالمفهوم المغربي.
وحتى أثناء الحملات الانتخابية تعري الأحزاب على سواعدها وسيقانها الطاعنة في السن، وتملأ الفضاءات وعودا معسولة للمواطنين، لكن بمجرد قضاء أغراضها تختفي وكأن مثلث بيرمودا جرفها واختفت الى الأبد.
