قضايا ومحاكم

الحكم على أبطال فضيحة مشروع “باب دارنا” بالسجن 51 سنة والضحايا قضاة ومحامون ورجال أعمال وشخصيات بارزة

أطلس توداي: بوشعيب النعامي

أصدرت الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء أحكامها في ملف مايعرف بفضيحة المشروع الوهمي ” باب دارنا ” الذي ذهب ضحيته 1400 مواطن دفعوا مبالغ مالية لمسؤولي المجموعة القابضة، طوال السنوات الماضية، بلغ أكثر من 40 مليار سنتيم.

وتوبع في ملف الاحتيال هذا المدير العام لشركة باب دارنا محمد الوردي ومحاسبوه ومديرته المالية وموثق، حيث اتهموا بالنصب والاحتيال والتزوير في ملف يتضمن 12 مشروعا عقاريا وهميا.

و حكمت المحكمة برئاسة محمد الطرشي مساء الخميس 12 يناير 2023 على المدير العام ب15 سنة سجنا نافذا، كما أدانت الموثق المتابع في الملف أيضا بالسجن النافذ لمدة 12 سنة، علما أنه كان يؤكد طيلة أطوار المحاكمة عدم قيامه بالتزوير واستغرب أسباب المتابعة.

وبلغ مجموع الأحكام الموزعة على المتهمين في هذه القضية، ما يناهز 51 سنة.

وكان محمد الوردي المتهم الرئيسي قد أكد في كلمته الأخيرة أمام الهيئة القضائية بأنه مستعد لإعادة الأموال المنهوبة لأصحابها وقال :” في حالة منحي وكالة من الوكيل العام، أعد بتسريع إرجاع المبالغ إلى أصحابها”، نافيا في الوقت نفسه التهم المنسوبة إليه وإلى باقي المتهمين المتابعين رفقته ويوجدون رهن الاعتقال.

والمتابعون هم زوجته التي كانت تتولى مهمة أمينة مال الودادية،و ابنته الكبرى نائبة أمينة المال،في حين أن إبنته الثانية ، كانت تشغل منصب الكاتبة العامة في الودادية.
و استغل محمد الوردي رئيس ودادية “سماء البيضاء” دارنا الفراغ القانوني الموجود في مجال الوداديات من أجل النصب والاحتيال على عدة ضحايا من محامين وأطباء ورجال أعمال وقضاة أيضا، وعدد كبير من أفراد الجالية المغربية القاطنين بالخارج.

وحسب عدة عقود فإن ودادية “سماء البيضاء” كانت وراء مشروعين وهميين تحت اسم “مدينة بلانكا” و”ماجوريل كاردن”و10 مشاريع أخرى وهمية تبين بعد التحقيقات أن المجموعة لا تتوفر على البقع الارضية التي وعدت المستفيدين بالحصول على املاك عقارية عليها والمشاريع الوهمية هي عبارة عن عقارات سكنية كفيلات وشقق من المستوى العالي والمتوسط.

واستعمل محمد الوردي وصلات إشهارية رمضانية بفنانين مشهورين بالمغرب، كحسن الفد ومحمد الخياري وسكينة درابيل وغيرهم .

ومن بين العوامل التي ساهمت في استقطاب مجموعة كبيرة من الضحايا العروض المغرية، التي كانت تقدمها الشركة للمستفيدين، والتي يستحيل وجودها في مشروع آخر، مثل حصول المستفيد على شقة ثالثة بالمجان اذا اشترى شقتين، وقروض بدون فائدة، ومساحة كبيرة بثمن مناسب، ووجود مسابح ومصاعد في الاقامات.

فضيحة “باب دارنا”، توصف بأكبر عملية نصب في تاريخ العقار المغربي، وقد تعالت أصوات الضحايا، مطالبة المسؤولين المغاربة بسن قوانين تحمي المستهلك المغربي من الإشهارات الكاذبة، لاسيما “أن محمد الوردي، الرئيس المؤسس لـ”باب دارنا” تمكن من النصب على ضحاياه، عبر إشهارات كاذبة، بثت في قنوات تلفزية عمومية”.

ولعبت صوفيا الوردي، بصفتها مديرة التسويق والتواصل، دورا رئيسيا في الترويج للمشاريع“الوهمية” لمجموعة باب دارنا. فكانت الناطقة باسم المجموعة في وسائل الإعلام المختلفة، خصوصا عندما رسمت صورة ذات طابع اجتماعي للشركة فكان يتم توزيع المواد الغذائية، والأفرشة على الفقراء….. كما قامت بتعبئة قوية للمجموعة في معرض العقارات في باريس وبروكسل والتي تم خلالها إبرام عشرات العقود مع المغاربة المقيمين في الخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى