محمد الجامعي ( النهيضة ) يكتب لكم من قلب قطر (الحلقة 2)
الدوحة : أطلس توداي محمد الجامعي
بالرغم من ان لدولة حديثة العهد نسبياً في كرة القدم، فقد حققت قطر عدة إنجازات كروية مثيرة للإعجاب ،وكان الشيخ محمد بن حمد آل ثاني نجل حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر آنذاك رئيس لجنة الترشيح
روجت قطر لاستضافتها للبطولة على أنها تمثل الوطن العربي، وحظيت بدعم من جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما قاموا بوضع محاولتهم على أنها فرصة لسد الفجوة بين العالم العربي والغرب. في 17 نوفمبر 2010، استضافت قطر مباراة ودية بين البرازيل والأرجنتين. كانت هذه واحدة من 47 مباراة دولية أقيمت في جميع أنحاء العالم في هذا اليوم.
وأيد رئيس الفيفا جوزيف بلاتر فكرة إقامة كأس العالم في العالم العربي، قائلا في أبريل 2010: «العالم العربي يستحق استضافة كأس العالم. لديهم 22 دولة ولم تتح لهم أي فرصة لتنظيم البطولة». كما أشاد بلاتر بالتقدم الذي أحرزته قطر: «عندما كنت في قطر لأول مرة، كان هناك 400 ألف شخص هنا والآن هناك 1.6 مليون. من حيث البنية التحتية، عندما تكون قادرًا على تنظيم دورة الألعاب الآسيوية بأكثر من 30 حدثًا للرجال. والنساء، فهذا ليس موضع تساؤل». وفي 2 دجنبر 2010، تم الاعلان عن فوز قطرباستضافة كأس العالم
2022.
ظهرت كرة القدم في البلاد لأول مرة في أواخر الأربعينات من القرن العشرين، وقد شهدت تطوراً سريعاً مع أوائل الخمسينات، حيث أصبح استاد الدوحة أول ملعب عشبي من نوعه في منطقة الخليج العربي.
وفي عام 1973، استضاف هذا الملعب التاريخي القريب من الكورنيش كلاًّ من الملاكم الأسطوري محمد علي ولاعب كرة القدم الأسطوري الفائز بكأس العالم لكرة القدم، بيليه، والذي لعب مع فريق نادي “سانتوس” الشهير وأبهر جماهير الدوحة بمهاراته. ويُقال أن المهاجم البرازيلي حصل على أول بطاقة صفراء في مسيرته الكورية أثناء هذه المباراة، إلا أنه لا دليل على صحة هذه الراوية حتى يومنا هذا.
مع اقتراب نهاية سبعينات القرن العشرين، أنشأت قطر استاد خليفة الدولي ليصبح ملعباً جديداً لفريقها الوطني، وقد أُقيمت العديد من المسابقات العالمية ومباريات كرة القدم المهمة على أرض هذا الاستاد، مما يعزز من مكانته كأحد أهم الاستادات المستضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم، وإعداده ليكون جزءاً هاماً من أحداث كبرى في المستقبل.
في عام 1981، حققت قطر نتائج مثيرة للإعجاب على المستوى الدولي، حيث تأهل منتخب قطر للشباب إلى نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 20 عام في أستراليا بعد تغلّبه على كل من البرازيل (3-2) وإنجلترا (2-1) على التوالي في طريقه نحو المباراة النهائية، ولايزال اللاعب السابق بدر بلال -الذي أحرز هدف الفوز لقطر في نصف النهائي- يتذكر تلك اللحظة التاريخية التي سدد فيها ضربة مقصية رائعة أدت إلى الفوز على إنجلترا، حيث يعتبرها “أعظم لحظة على الإطلاق” في مسيرته الكروية.
بيد أن إنجازات كرة القدم القطرية لم تقف عند هذا الحد، بل واصلت تطورها حتى صارت حديث الأوساط الكروية، ففي عام 1984، تأهل منتخب قطر إلى دورة الألعاب الأولمبية لأول مرة، حيث تعادل بنتيجة 2-2 مع منتخب فرنسا في المباراة الافتتاحية لبطولة لوس أنجلوس قبل خروجه من دور المجموعات.
في عام 1988، استضافت قطر بطولة كأس آسيا لكرة القدم لأول مرة، وبعد أربعة أعوام، أصبح المنتخب القطري حديث الصحف في إسبانيا، حيث قاد المدرب الأسطورة إيفاريستو دي ماسيدو منتخب قطر الأولمبي للوصول إلى ربع النهائي في أولمبياد برشلونة 1992، إلى أن خسر أمام منتخب بولندا بهدفين نظيفين 2-0في مباراة ملحمية على استاد كامب نو الأسطوري، معقل نادي برشلونة.
وفي العام نفسه، قاد المهاجم الكبير مبارك مصطفى قطر لإحراز باكورة ألقابها في بطولة كأس الخليج العربي التي استضافتها الدوحة آنذاك، حيث خرج عشاق كرة القدم للاحتفال بذلك الفوز الرائع بدافع شغفها الشديد باللعبة.
وبعدها بثلاثة أعوام، حلّ أفضل لاعبي العالم ضيوفاً على قطر مرة أخرى في نسخة 1995 من بطولة كأس العالم لكرة القدم تحت 20 عام، التي أُقيمت في الدوحة، حيث كانت المباراة النهائية بين الأرجنتين والبرازيل بحضور 65 ألف متفرج، وبينما كان الفوز حليف الأرجنتين، أثبتت قطر استعدادها لاستضافة المزيد من الأحداث الدولية بحضور أفضل الرياضيين في العالم.
تمكّن منتخب قطر الوطني من حصد الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية 2006 التي أقيمت في الدوحة بالفوز على منتخب العراق في المباراة النهائية بنتيجة 1-0. مؤخراً تربعت قطر مرة أخرى على عرش كأس الخليج العربي –بعد فوزها السابق في عام 2004– بحصولها على لقب البطولة في المملكة العربية السعودية عام 2014.