رياضة

التويجر بين ثوابت المدرسة المغربية ونغمة الشوالي وخليف وفارس عوض

أطلس توداي : نور الدين عقاني

أثار تعليق الواصف الرياضي محمد التويجر للمقابلة الحبية التي جرت بين المنتخب المغربي ونظيره الجيورجي، موجة من ردود الفعل والكثير من التعليقات الساخرة خصوصا من طرف الجيل الجديد ،من متابعي كرة القدم وبين متعاطف ومتضامن معه خصوصا من الجيل الذي يعرف الرجل منذ عهد برنامج الأحد الرياضي على أمواج الاذاعة الوطنية …
فالجيل الجديد إعتاد على نغمة خاصة في التعليق يقودها (الشوالي والدراجي ورؤوف خليف وفارس عوض …) هذا التشبع بنمط خاص من التعليق، الذي يعتمد على خلق الحماسة و نوعا من المتعة في المقابلة باستعمال المجاز والتشبيهات والاستعارة وبعض كلمات التاريخ والجغرافية و مرادفات السياسة بل وحتى حشر جمل من عالم السينما و المسرح… كل هذا أدى بهم إلى أن تكون صدمتهم قوية من مستوى الوصف والتعليق الذي ظهر به محمد التويجر .

بينما يرى فيه الجيل القديم، العودة الى ماضي التعليق المغربي، باللهجة المغربية الخالصة، وبالمعجم الرياضي المغربي، الذي اعتاد محمد التويجر توظيفه في الوصف الرياضي الإذاعي، هذا الجيل المخضرم لا يولي اهتماما بالغا للتعليق بقدرما يهتم بمجريات أطوار المقابلة بالدرجة الأولى وبمستوى عطاء لاعبي المنتخب المغربي، ويكون عندها التعليق فقط مكملا للفرجة .و هذا يدفعنا لطرح بعضا من التساؤلات أهمها :

  • هل يمكن الحديث عن مدرسة مغربية في التعليق والوصف الرياضي سواء التلفيزيوني أو الإذاعي ؟
  • هل لنا تاريخ ورواد للتعليق والوصف الرياضي ؟ وهل اسهموا في تكوين جيل جديد من المعلقين والواصفين الرياضيين ؟
  • هل يمكن الحديث عن تعليق رياضي بخصوصيات مغربية ؟ أم أنه بحكم العولمة الثقافية ذابت الخصوصيات واصبح التعليق على نمط واحد هو تعليق الطرف القوي والمستحوذ على قنوات البث الفضائي (شبكة بين سبورت) ؟
  • هل الحل ان ننساق للتقليد لمسايرة مستوى التعليق الرياضي التونسي والجزائري والمصري باعتبار أن الجمهور الرياضي يريد تعليقا على نمط (الشوالي و الدراجي) ؟ أم الحل أن نطور نموذجنا المغربي للحفاظ على أصالته وتاريخه الذي أسسه جيل العباقرة الرواد ؟
  • لو لاحظنا أن المدرسة الفرنسية و الألمانية في التعليق تعتمد على الوصف المقتضب بجمل قصيرة ودقيقة، تحلل مجريات المقابلات أكثر من اكتفائها بوصف ما يشاهده المتفرج ، فيسود الصمت اغلب فترات المقابلة حتى نكاد ننسى أن هناك معلقا للمقابلة ويفاجئنا بجملة أو جملتين ويتركنا نتابع المقابلة على إيقاع اهازيج الجماهير الغفيرة التي تتابع المقابلة .
  • ولو لاحظنا ان المدرسة العربية في التعليق عموما تعتمد على الصخب والضجيج والصراخ (تقريبا كالمدرسة الاسبانية) واعتمادها على الوصف الممل، لكل حركة أو سكون في الملعب، كأنها تلغي وجود متفرج مدرك وواع لما يشاهده … فيصل الامر بعض الأحيان الى شرح الواضحات المفضحات والتكرار المستفز .
  • هذا الميول يمكن تفسيره بأن تقافتنا يسودها الصخب والضجيج فنميل الى الصراخ والانفعال على حساب الهدوء والتركيز وهنا بالمناسبة تقال جملة (أن شعوب الشرق تفكر بقلبها بينما الغرب يفكر بعقله = القلب للشرق والعقل للغرب)

لهذا لابد من إعادة الاعتبار للتعليق المغربي الذي بنى أسسه مع بداياته مع محمد الغربي و محمد الحياني وجيل جديد من المعلقين كسعيد زدوق لحمر،زمان، الحريري، عمور،العزاوي، المرحوم الحراق . لكن فقدنا القدرة على شد أذن وانظار عشاق كرة القدم بالجيل الحالي للمعلقين بحكم قوة وتاثير معلقي بين سبورت، كل هذه الاعتبارات تستوجب ضرورة تطوير التعليق الرياضي المغربي للحاق بالريادة التي ظل يسيطر عليها التونسيون والجزائريون والمصريون وبعض معلقي الخليح منذ سنوات كثيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى