آراء وأعمدة

الاسعار نار يا حكومة الأشرار

أطلس توداي : الدوحة – حسن مبارك اسبايس-
ونحن نتابع “حراك الأسعار” وردود الأفعال على غلاء المعيشة من خلال فيديوهات لشكاوى المواطنين، لاحظنا أن ردة فعل الحكومة اتسمت بنوع من الهروب الى الامام من خلال حملة على الباعة البسطاء ومطالبتهم بوضع الأثمان على المعروضات ونسيت أن الأصل في الموضوع هو الأسعار المرتفعة وتخفيضها وليس وضع الثمن على البضاعة لان المواطن يشتكي حاليا من الاسعار المفروضة وليس من مضاربة تجار التقسيط. بمعنى آخر كان على الحكومة ومازال عليها أن تجد الحل في تخفيض الاسعار من الاساس وليس فقط عند وصولها الى التاجر البسيط الذي لا يتجاوز هامش ربحه دريهمات معدودة. أعتقد أن المحتجين ، الذين تكلموا منهم والذين لم يتكلموا والذين سيتكلمون من بعد، ليسوا ضد كون تاجر التقسيط البسيط لم يعلن الأسعار على البضاعة ولكن ضد سياسة الحكومة التي أدت إلى ارتفاع تلك الأسعار من الأساس ومضاربة كبار التجار والموردين والذين هم في الوقت نفسه مسؤولون حكوميون، ومعنيون أكثر من غيرهم وفي مقدمتهم بطبيعة الحال السيد رئيس الحكومة.
إذن بين احتجاج المواطنين ورد الحكومة الضعيف او قل اللامسؤول هناك تباين كبير ولا يمكن بهذه الصورة إلا أن يؤجج الوضع أكثر ويزيد الأمور تعقيدا والظرفية لا تحتمل في واقع الحال.حتى لا نكون مجانبين للصواب، هناك ظرفية عالمية، وهناك موجة غلاء عالمية في كثير من الدول نتيجة تأثر الاقتصاد العالمي بالجائحة والأوضاع التي سببتها الحرب الروسيةء الاوكرانية، لكن ما يطالب به المحتجون ليس الرفاهية ولكن ضمان لقمة العيش ( المأكل والمشرب) اي الامن الغذائي الذي يعد أخطر تهديد للأمن والاستقرار. بلدنا والحمد لله بلد فلاحي بامتياز، ومنتج فلاحيا بل ومصدر كبير لاوروبا وبعض دول الشرق وأفريقيا، لكن وجب أولا التفكير في الامن الغذائي الداخلي بدلا من ترك المجال لكبار التجار والمضاربين للغنى الفاحش على حساب الامن القومي. وذلك بتلبية حاجيات السوق الداخلي أولا بأسعار في المتناول لكل فئات المجتمع وبعد ذلك هناك هامش كبير للتصدير .
هذا الإجراء بات ضروريا لتفادي أية مشاكل قد تحدث وتهدد الامن والاستقرار، لأن دور الحكومة هو العبور بأمان من الطرفية الحالية للاقتصاد العالمي والتي يتوقع لها أتلقي بظلالها حتى نهاية ٢٠٢٧ والتعافي التام في حدود ٢٠٣٠ شريطة ألا تحدث أية كوارث أو حروب حتى ذلك الحين.
الموضوع جدي ومقلق ، وحذاري أن يغامر أي أحد بالأمن الغذائي للبلد، لأنه قنبلة موقوتة قد تجرنا إلى ما لا يحمد عقباه. اتقوا الله في شعب طيب صبور يحب بلده ولا تستغلوا طيبويته وتكسرون أنفة رجاله وسيداته لأنهم يحبون وطنهم لكن من الحب ما قتل.
كرامة المواطن وأمنه الغذائي هي الكفيلة بالرد على الاتحاد الاوروبي وبرلمانه وليس خطب الانشاء التي تسابق برلمانيونا في اطلاقها ردا على الاوروبيين، وكرامة المواطن وأمنه الغذائي وأمانه ورفاهيته هي السييل الأصوب والأنجح لحل قضايا الوطن وفي مقدمتها. قضيتنا الاولى .
عاش المغرب ولا عاش من خانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى