رياضة

الأسود تصنع التاريخ وتغادر المنافسة على اللقب برأس مرفوعة

الدوحة :أطلس توداي – حسن مبارك سبايس-

توقفت مغامرة منتخبنا الوطني ليلة أمس في محطة نصف نهائي النسخة 22 من بطولة كأس العالم لكرة القدم -فيفا- قطر 2022، بعد هزيمة الأسود أمام منتخب الديوك الفرنسية بهدفين دون رد على أرضية استاد البيت بمدينة الخور شمالي العاصمة القطرية الدوحة.

منتخبنا الوطني، الذي وحد العرب والأفارقة وأدخل السعادة والفرح على قلوب 40 مليون مغربي، وحقق إنجازا وإعجازا تاريخيا للكرة المغربية، والكرتين العربية والافريقية بوصوله إلى دور النصف، وقد يكمل هذا الإنجاز باحتلاله المركز الثالث في هذه البطولة عندما يلاقي السبت القادم منتخب كرواتيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع على أرضية استاد خليفة الدولي بمنطقة اسباير زون، أول ملاعب المونديال جهوزية.

خرج الأسود إذن من المنافسة على اللقب برأس مرفوع بشهادة خبراء وفقهاء علم كرة القدم، حيث أن منتخبنا أكد للجميع أنه منتخب من طينة الكبار بكل تفاصيل الكلمة، وقد شهد له كل من تابع مبارياته بذلك، كما أن من تابع مباراة البارحة أمام منتخب فرنسا بطل العالم للنسخة الماضية والمدجج بالنجوم، يدرك قوة المنتخب المغربي الذي تسيد كل اطوار المباراة وعذب الفرنسيين بنجومهم بشهادة المدرب ديدييه ديشماب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجميع المتتبيعن والخبراء في مجال كرة القدم.

النقطة السوداء في مباراة منتخبنا الوطني امام فرنسا كانت هي التحكيم، وهنا لا نريد أن نبحث عن أعذار ولكنه الواقع المر، فقد “تآمر” علينا الحكم المكسيكي سيزار راموس ومعاونيه وحكام الفار بقيادة الكندي درو فيشر ، الذين حرموا منتخبنا الوطني من ركلتي جزاء واضحتين للجميع وقد تحدثت عنهما كل وسائل الإعلام الدولية وخبراء التحكيم في كل بقاع العالم، فما السبب يا ترى وراء هذا التحامل والتغاضي عن إعلانهما؟!!

اللوم كل اللوم أيضا على إعلامنا ومسؤولي الجامعة الملكية الذين تقبلوا الأمر بكل أريحية وسهولة وصدر رحب، في حين أن كل الدول احتجت بقوة على حالات أقل من حالاتنا بكثير، كما ان الصحف العالمية ادانت الحكم والتغاضي عن الركلتين، بمافيها صحف بريطانيا، وإسبانيا وألمانيا وغيرها من الدول، في حين صمتنا نحن وكاننا نقول كفاية إلى حد هنا او لنقل كأننا لم نصدق اننا وصلنا لنصف النهائي ولا داعي للاحتجاج. فإلى متى هذا الخنوع والتقهقر والخضوع والتساهل في الدفاع عن مصالحنا!!!

هنالك من دافع بجهل عن لاعبين بعينهم واقام الدنيا ولم يقعدها على استبعادهم وأسهب في القول إنهم سيقفلون أفواه من اتفق مع عدم أحقيتهم بالمنتخب، ولكن اليوم الكل شاهد كيف ان المدرب والذين دعوا إلى عدم استدعاء لاعب بعينه كانوا على حق وصواب، وأظن أن الأمر واضح ولا يحتاج إلى كثير من التوضيح.

الآن أمامنا فرصة أخرى لتجريب بعض اللاعبين الذين لم تمنح لهم الفرصة للمشاركة ومن بينهم المستدعون الجدد: بلال الخنوس وأنس الزعروري، كما لا يجب التراخي في خوض مباراة الترتيب وأن يعطاها حقها لأنها مهمة وليست بمباراة شكلية لأن المركز الثالث يعني بوديوم ويعني أنك ثالث ثلاثة كبار :البطل ووصيفه.

ختاما نرجوا أن نواصل العمل، وأن ننقي الأجواء من الطفيليات وأن نغير العقلية ، كما قال المدرب الركراكي، وان نؤمن بقدراتنا ونثق في أبنائنا اللاعبين والمدربين، وان تعمل الجامعة على تنظيف وتطهير كرة القدم من الوصوليين وان تسند الأمور إلى أهل العلم وأهل المعرفة وأهل الاختصاص في مجال الإدارة الرياضية والتسويق الرياضي، لأن زمن العشوائية قد ولى، وان من يريد الاستوزار والبرلمان والتحزب عليه أن يبتعد على الكرة وعلى المنتخب. كما نأمل أن يتدخل كبار المسؤولين في البلد وخصوصا عاهل البلاد في إعطاء اوامره بإصلاح شامل للمنظومة الكروية في البلاد بعد هذا الإنجار الكبير، وأن تعطى كل الإمكانيات والأهم كل الصلاحيات للمدرب وليد الركراكي ومعاونيه ومحيطه، وأن نعتمد في الإصلاح على التكنولوجيا الحديثة وعلم التدريب الحديث بالإمكانيات التي يوفرها مركز محمد السادس لركرة القدم، والإكثار من الأكاديميات الرياضية كأكاديمية محمد السادس التي أهدتنا النصيري واوناحي واكرد وغيرهم.

 كفى من العبث وكفى من بعض الوجوه التي لم تعد مرحب بها في الساحة الكروية، والتي فاحت رائحتها حتى هنا في المونديال، وكادت تتسبب برعونة كبيرة في أزمة من خلال تصرف أرعن وهاو ووصولي بمآرب انتخابوية في أزمة مع الشقيقة قطر من خلال تعشيم جماهير بتذاكر مباريات وخلق فوضى وإرباك عملية التنظيم الجيدة والمحكمة للدولة المضيفة، كما أن استغلال كأس العالم من طرف هؤلاء الكائنات المتعفنة في الدعاية الشخصية والدعاية للانتخابات باستقدام أشخاص يزرعون الفوضى ويعتدون على الامن في بلد الاستقبال واحتلال المطار، لا يجب أن يمر مر الكرام وندعو إلى فتح تحيق في المهازل التي رافقت وجود هؤلاء الأشخاص في هذه البطولة التي استغلوا أموال الدولة في الترويج لانفسهم ومنهم من تاجر بلا حياء في التذاكر التي حصل عليها بصفته عضوا جامعيا بمبالغ خيالية! نتمنى من الدولة المغربية وامنها المركزي فتح تحقيقات في هذا التصرف المقيت الذي أساء لسمعة البلاد وضرب عرض الحائط كل الجهود التي قدمها لاعبونا والطاقم الفني، وأساء لسمعتنا كمغاربة داخل وخارج ارض الوطن.

كفى من العبث وكفى من التستر على الفساد والفاسدين!

شكرا لأسودنا ولمدربنا الوطني القدير وليد الركراكي فقد أسعدتم شعبا بكامله وانسيتمونه همومه واخرجتموه من ألم قهر الغلاء وصدف العيش في ظل الأزمة العالمية بعد الجائحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى