بانوراما

ارم علبة السجائر قرب ضريح الولي مولاي ابراهيم للإقلاع عن التدخين!

أطلس توداي: عبد الله شوكا

يرقد في أرض المغرب الكثير من الأولياء الصالحين منتشرين عبر التراب الوطني، وتجد ساكنة المغرب ضالتها في زيارة أضرحة الاولياء بإقامة مواسم سنوية، أوزيارات خاصة وعائلية قصد طلب الاستشفاء أو حاجة ماسة يطلبها الزائر.
هي أساطير ينسجها الناس والعائلات بدون دراية أوعلم مسبق، بل بجهل تام يخيم على العقول، علما ان الشافي هو الله الواحد الأحد عز زجل، وأن الأولياء الصالحين انقضى أجلهم في الدنيا، وهم يرقدون في قبورهم وبرزخهم منتظرين بدورهم قيام الساعة والحساب الذي ينتظرهم أمام الله مثل باقي العباد.

ومن بين الأساطير التي لاحت للمدخنين على الخصوص، و يتداولها الناس، تتعلق بمشكل التدخين، وقيل أن الإقلاع عن التدخين يلزم أي مدخن أن يقوم بزيارة لضريح الولي الصالح مولاي ابراهيم ناحية مراكش، ورمي علبة السجائر قرب الضريح قصد الاستشفاء والاقلاع عن التدخين بصفة نهائية ، وستكون النتيجة إيجابية حسب معتقدات هؤلاء الناس، وأنه بعودة المدخن الى بيته يكون قد ودع بصفة نهائية علبة السجائر وما تسببه له من ضرر نفسي وجسدي ومادي.
والسؤال المطروح كيف للمدخن ان يقلع بصفة نهائية عن التدخين، بمجرد زيارته لضريح الولي الصالح مولاي ابراهيم، ورمي علبة السجائر هناك؟، علما ان الاقلاع عن التدخين تتطلبه جلسات علاجية لمدة جد طويلة، وما يرافق ذلك من اجراء تحليلات واختبارات طبية على الدم والرئة؟.
وتبقى هذه الحكايات والأساطير نسجا من الخيال والتخاريف، في غياب دروس تحسيسية من طرف قنوات تلفزيونية تركت الرسائل التي يتوجب عليها القيام بها، وانغمست في تقديم التفاهات و”الخزعبلات”، والتي لا تزيد الأمة إلا جهلا وأمية.

والخطير ما نلاحظه في يومنا هذا، من تزايد تعاطي التدخين لشباب وأطفال في مقتبل العمر أمام أنظار الحكومات المغربية المتعاقبة، ودون تحريك ساكن، وكأن المشكل لايعنيها، والغريب أن أي مدخن يقبل على شراء علبة سجائر مكتوب عليها عنوان كبير، السيجارة تقتل.
أما قضية زيارة ضريح الولي مولاي ابراهيم للاقلاع عن السجارة بصفة نهائية، فرجاءا اتركوا الولي يرقد في أمان، لأنه لا علاقة له مع التدخين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى