بانوراما

أربعينية نورا ( أميرة المدرجات )

أطلس توداي: واشنطن – محمد الجامعي-

أبداً لن تنسى الجماهير و كل من مرة بالقرب منك في تلك اللحضة وسط تدافع و هيجان امواج الجماهير ثم اختلس نظرة الى جسدك ، الممتد بلا حراك ، خال من خضرة الحياة و بدون نفس لا ينتظر الا كفنا و دفنا .
يوم وفاتك كانت الفاجعة و نكس العلم الرياضي الكروي، و الى يومنا هذا حينما يذكر إسمك تلمع العيون ويعم الهدوء وتوضع الأيادي على القلوب.

‎لم نكن نعلم من قبل أن رحيلك عنا سيؤلمنا و سيحزننا أشد الحزن. و لم نكن نتصور بأن الفقد مؤلم و الغياب شديد الوجع حتى فقدناك.
‏لم نشعر بفاجعة الموت و هول الصدمة الا عندما وجدنا مكانك في المدرجات فارغا الا من صورتك ماثلة أمامنا و كأنك حاضرة ، نعم حاضرة و ستظلين حاضرة ،لأن الحضور بالروح و ليس بالجسد ، و القرب بالقلوب لا بالابدان ، فبعض الأماكن فارغة وهي تغص بالحضور .. وبعض الأماكن عامرة رغم غياب أهلها.. فكم من غائب يسكن الوجدان وكم من حاضر ليس له في القلب مكان.
..افتقدناك كثيرا كثيرا .
افتقدنا حضورك و وجهك وروائحك، وحديثك..
افقدنا تصفيقات أياديك ، وصوت صيحات تشجيعاتك فلم نعد نسمعها ..
نامي يا من منحت للموت معنى و للوفاء عنوان .
نامي و لا تحزني ، قد جعل الله تحتك سريا،ستظل روحك عالقة على جدران بيوتنا ،سنتذكرك كل مرة الف مرة ، و لن تكوني ابدا نسيا منسيا, ولو أن الزمن من طبعه الطيُّ و النسيان، لن يعرف لك التلف طريقا، ولا النسيان سبيلا.
ستظلين جزء من جسدنا مبتور حتى نلقاك غدا فى جنة نعيم.
فكُل أمرٍ في أوّله جَلل ثم يهون إلا الموت وإن هين لا يهون ..!

بكينا عنك لكن بكانا لم يكن إعتراضاً على القدر المكتوب ، فكل نفس ذائقة الموت … ولكن كنا نبكيك افتقادا واشتياقا ..
ربي نور قبرك وارحمك برحمته التي وسعت كل شئ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى