نبوءات رجل الغابون الأمريكي (أندريه بوسا) “قائد هادئ ومؤثر في المشهد السياسي”
د. أسامة أحمد المصطفى
توقعات أندريه بوسا، رجل الأعمال الجابوني الناجح في مجال الاستثمارات المالية، تتحدث عن غياب المصادفات في الحياة. وهنا أعتقد أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن التقيت بالسيد بوسا خلال مؤتمر الاستثمار الأفريقي الأمريكي في واشنطن. وباعتبار اني كنت أميناً عاماً للمؤتمر، أذهلتني حكمته وتأثيره. وأبلغني السيد بوسا خلال المؤتمر أنه قرر سحب ترشحه لانتخابات 2023 في الغابون. وتوقع أن تكون الانتخابات مزورة وأن الشعب الجابوني لن يقبلها. ولم يكن هذا التوقع مفاجئا، إذ سبق أن عرفت بمعرفته العميقة بتفاصيل الأمور السياسية في الغابون، وقوته في رفض الدور السلبي لفرنسا في بلاده. هناك أمثلة كثيرة تدعم توقعات السيد بوسة تؤكد دقتها في الماضي. على سبيل المثال، في الحالات السابقة، جاءت تنبؤاته تمامًا كما حدثت في الواقع. كما أن له دوراً مؤثراً في الإدارات الأميركية ويعتبر زعيماً صامتاً. وكان لقرار السيد بوسا سحب ترشيحه أثر كبير على المشهد السياسي في الغابون في ذلك الوقت. ويثير هذا تساؤلات حول مصير المرشحين الآخرين ورد الفعل المحتمل من الشعب الجابوني. وقد يؤدي هذا القرار إلى تقويض حكم الحكومة الحالية وتشجيع القوات العسكرية والأمنية على دعم صوت الشعب وإحداث التغيير، وهذا ما قد. باختصار يمكن القول أن السيد أندريه بوسا ليس فقط رجل أعمال ناجح، بل هو أيضا قائد هادئ ومؤثر في المشهد السياسي والإداري الأمريكي. وتعكس توقعاته القوية والمؤثرة معرفته العميقة بالأمور السياسية والاقتصادية في الجابون، وتدعم رفضه الكامل لدور فرنسا السلبي في بلاده. تجدر الإشارة إلى أن السيد أندريه، قاد يوم الجمعة الماضي، تظاهرات الجالية الغابونية في الولايات المتحدة في واشنطن، وأسس بحكمته ونفوذه جسرا من التواصل بين السفير الغابوني وموظفي السفارة، مع الجالية. من جهة، ومع الإدارة الأميركية من جهة أخرى، وقد حظي بمتابعة وإدانة كاملة من الجميع في الحركة. البناء من أجل تهيئة أوضاع جديدة في بلاده الغابون، علما أنه سحب ترشيحه في انتخابات العام 2023 منذ ديسمبر من العام 2022، مكتفيا بما حدث الآن لقناعته بأن الانتخابات لن تكون نزيهة. والشارع يرفض نتائجها. ويتخذ الجيش والأمن والقوات النظامية هذا الإجراء استعدادا للانتخابات الجادة بعد الفترة الانتقالية… وفي المقابل فإن أندريه لديه وجهة نظر واضحة حول الدور السلبي الذي تلعبه فرنسا فيما يتعلق بالسيطرة على النفط الغابوني. ولهذا السبب تعتبر الجابون من أغنى دول أفريقيا، لكن تلك الثروة لم تنعكس في النهضة والتنمية المطلوبة، على حد تعبيره. معظم عائداتها تذهب إلى فرنسا ولذلك فهو يرى أنه من الضروري تغيير هذه المفاهيم وهذا الوضع الذي لا يناسب الشعب الجابوني. وأنا بدوري، وبناء على علاقتي الشخصية مع السيد أندريه بوسا، أجده شخصا له تأثير جذاب على الشباب والشعب الجابوني الذي يبحث عن شخص يفهم رغباته واحتياجاته وقدراته. أتوقع أن يأتي صديقي أندريه بوسا رئيسًا للجابون في انتخابات ما بعد الفترة الانتقالية.