رياضة

نواعم الرياضة أيضا في حاجة لدعم الجمهور

اطلس توداي: لطيفة بجو

                                 
التقى المنتخب المغربي بنظيره المصري للتباري على الميدالية الذهبية في نهائي البطولة العربية لكرة السلة سيدات، والتي احتضنت جمهورية مصر العربية نسختها 13 في الفترة الممتدة ما بين 3 و10 يوليوز 2023.

إن الخبر في حد ذاته ليس هو المهم هنا ولا نتيجة المباراة. أكتب هذه السطور فقط للفت الانتباه للحيف الذي يطال نواعم الرياضة المغربية، بالنظر إلى قلة- حتى لا نقول انعدام- اهتمام الجمهور بهن، وبالفرق النسوية التي تشارك في عدة مباريات وعدة أنواع من الرياضات. نقرأ خبر التأهل أو الإقصاء وانتهى الأمر، بل إننا أحيانا لا نسمع بالمنافسات.

من المؤسف أن الجمهور المغربي لا يتفاعل مع النجاحات التي تحققها المنتخبات النسوية المغربية بنفس الحماس الذي يبديه عندما يتعلق الأمر بفرق الرجال. لقد رأينا مؤخرا كيف تابع كل المباريات التي خاضها الأشبال خلال منافسات كأس الأمم الإفريقية لأقل من 23 عاما، ثم لقاء الرجاء والوداد في نصف النهائي من بطولة كأس العرش، وقبلهما كأس إفريقيا للأمم لأقل من 17 عاما. وخلال نفس الفترة، واجهت سيدات المنتخب المغربي لكرة السلة فرقا أخرى وفازت عليها في اطار البطولة العربية في مصر، لكن تألقهن لم يكن له نفس الوقع ولم يحظ بنفس الإشعاع. فلماذا يغيب هذا التفاعل عندما يتعلق الأمر بفرق النواعم؟ لماذا لا يحظين بنفس التشجيع والمتابعة والتعليقات التي تحمل كل الحب والتشجيع كما نراه مع المنتخب الوطني للرجال؟ لماذا لا تكثر الفيديوهات والبوستات والتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لماذا لا نرى نفس مشاهد الابتهاج كالتي عمت كل مدن المملكة خلال مونديال قطر؟ إن وسائل الاتصال والصحافة هي الأخرى مقصرة، لأنها تكتفي بتقديم نتائج المباريات فقط. هذا إلى جانب شبه غياب تام لأي معلومات عن اللاعبات ومسارهم وبرنامج تداريبهم…- كما هو الشأن بالنسبة لفرق الذكور الذين تتبعهم الكاميرات أينما حلوا وارتحلوا- بل حتى أسماءهم غير معروفة لدى الجمهور؛ على سبيل المثال، لم تحظ المباريات التي خاضتها سيدات المنتخب المغربي لكرة السلة باهتمام وتغطية ومتابعة واسعة من وسائل الإعلام بالشكل الذي اعتدناه مع الرجال، بالرغم من تفوقهن في كل لقاءاتهن. مثال آخر، قلة قليلة فقط تعلم بمشاركة المنتخب المغربي في مونديال السيدات الذي سينظم قريبا باستراليا ونيوزيلاندا.

هل السبب وراء قلة الاهتمام التي نلاحظها هي كون المتابعين للكرة والرياضة عموما هم من الرجال، لذلك نراهم يفضلون أبناء جنسهم؟ أم تراها لكون مشاركة السيدات بالمغرب في المنافسات الكروية الدولية هو أمر حديث شيئا ما مقارنة مع زملائهم الرجال؟ أم هي بسبب التقاليد والعادات ولكون ثقافتنا لا تزال محافظة ولا ترى في المرأة الند والمنافس للرجل، وبذلك لا تستحق التشجيع؟ أم أن مستوى لعبهن رديء ومبارياتهن لا تستحق المشاهدة؟ أم أن من يشاهد المباريات كمن يرتكب معصية، ويحارب الله تعالى بسبب ما ترتديه اللاعبات، وأن مباريات النساء حرام، كما جاء على لسان داعية مغربي خلال كأس إفريقيا للأمم السنة الماضية ؟ كلها أفكار مسبقة ومغلوطة ولا أساس لها من الصحة.
إن اللبؤات ونواعم الرياضة والكرة بالمغرب أيضا في حاجة لدعم وتشجيع الجمهور المغربي، الذي يرجع له الفضل كذلك في نجاح الأسود في قطر… فلا تبخلوا عليهم مستقبلا بالتشجيع والمتابعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى