المكون العبري والهوية المغربية، موضوع ندوة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط
اطلس توداي: الرباط- لطيفة بجو-
كان زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط على موعد يوم أمس 5 يونيو الجاري مع ندوة تطرقت لموضوع ” المكون العبري والهوية المغربية”، شارك فيها دكاترة من اختصاصات مختلفة، كالباحثين وأستاذي التاريخ محمد براص وأمين الكوهن، ثم إدريس عبيزة الأستاذ المتخصص في الدراسات العبرية والمقارنة.
شكل اللقاء مناسبة للإشارة إلى أن الاهتمام باللغة العبرية كان ولعقود عديدة مقتصرا على ما سمي بالأندلسيات وما يدور حولها، في حين أن الأدب اليهودي يضم كما هائلا من الشعر والنثر والفلسفة والتأريخ والأمثال وأخبار الصالحين والمناقبيات وغيرها. ولكن الحَرف العبراني شكل على الدوام حاجزا ومنع كل المهتمين من الوصول إلى هذه الكتب والمؤلفات.
من جهته، تطرق الدكتور أمين الكوهن إلى انتشار عادات يهودية كثيرة لدى المسلمين المغاربة، منها ما يرتبط بالأكل مثلا أو الأسماء، كما تحدث عن الظهير الذي صدر في أكتوبر 2022 من أجل ترتيب العلاقة بين السلطة والمجتمع والجماعة اليهودية بالمغرب. اعتبر المحاضر هذا الحدث نقلة نوعية لأن هذه الوثيقة موجهة لليهود الذين يعيشون داخل المغرب وخارجه على حد سواء، مع العلم أن عدد اليهود الذين يقطنون المغرب حاليا لا يفوق 1000 فردا. اطلع الحاضرون من طلبة وباحثين وأساتذة ومهتمين بالتراث اليهودي المغربي، أنه بموجب هذا الظهير، تم إحداث ثلاث هيئات، هي المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية للسهر على شؤون الطائفة والمحافظة على التراث والثقافة اليهودية، ثم مؤسسة الحاخام، وأخيرا مؤسسة الديانة اليهودية التي يمكن للمسلمين أيضا الانخراط فيها. وتجدر الإشارة إلى أن الوثيقة استعملت مصطلح الطائفة لأول مرة، بعدما كان اليهود المغاربة يسمون بالجماعة.
تناول الدكتور إدريس عبيزة أهمية تدريس العبرية بالجامعة المغربية من أجل التعريف بالمكون اليهودي وكذلك لثراء الثقافة والتراث اليهوديين، بالرغم من كون الدروس تقتصر على تلقين الطلبة القواعد النحوية واللغوية لتمكينهم منها وحتى يصبح باستطاعتهم مقارنتها باللغة العربية والوقوف على ما خلفه الأدباء اليهود، خصوصا وأن نصوصا كثيرة لعدد كبير من الأدباء قد كتبت بالعربية أو بالدارجة المغربية، ولكن بحروف عبرية. كما اغتنم فرصة تنظيم الندوة لتوجيه دعوة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل ايلاء الاهتمام باللغة العبرية، بالنظر للانتكاسة التي تعيشها في ظل التغييرات والتجديد الذي تعرفه الجامعة المغربية.
اختتمت الندوة بنقاش وأسئلة متنوعة تنم حقا عن وعي العديد من الدارسين والمهتمين الذين حضروا اللقاء، بغزارة الثقافة اليهودية ببلادنا وعن اهتمامهم بضرورة صيانة الموروث الثقافي اليهودي المغربي والذي يعتبر جزءا مهما من ثقافة وهوية المغاربة ككل.