الإعلامي الكبير عبد السلام المفتاحي يعود للكتابة عبر “أطلس توداي”
الى وزير الثقافة …”لا خير في وعد إذا كان كاذبا”
توالت في الآونة الأخيرة أحداث وممارسات تبين مقدار الهوان الذي يعيشه المجال الثقافي بشتى قطاعاته مع استخفاف وعدم اعتبار للمشتغلين فيه ، ومما يحز في النفس ان ذلك يجري وسط أنظار فاعلين لا مبالين وتجمعات رخوة وغرف مهنية هشَة باردة تجمدت أحاسيسها وأُفرِغتْ من الحد الأدنى من المعنى كأنها تخشى أن تفقد شيئا ماز
والحال أنهم ليس لهم ما يفقدونه غير قيودهم والأغلال التي باتت تكبل حركتهم والخرس الشيطاني الذي يتلبسهم .
نعم قد يكون مشروع فتح مائتي قاعة للسينما الذي وعد به الوزير في غمرة الحماس لاقى بعض الصعوبات ،وقد يكون من الصعب عليه تلافي تداعيات حفل السكير الحشاش طوطو ، وقد لا يستطيع ان يعمل شيئا للفرق المسرحية الموعودة بهتانا بدعم قد يأتي ولا يأتي أمام صلابة البيروقراطية الإدارية، وقد يكون صَعُبَ على وزارة الثقافة والاتصال ، لغرض ما ، بعد أكثر من سنة من الفراغ والانتظار والتأمل والتريث والإنابة تلو الانابة أن تجد المدير الكفء لقيادة سفينة المركز السينمائي الموشكة على الغرق والاندثار .
وقد يكون لمّا حُمّ القضاءُ في وثائقي “مجيدة ” لم تجد الوزارة برّا ولا بحرا يقيها غضب القبيلة سوى الإيحاء بلا حد أدنى من الحياء بإقالة “طارق الخلامي”،وقد يكون أنه كان مستحيلا عليكم أن تلجموا المهرج البئيس طاليس وتلقموه حجرا وهو يصدر ذلك العواء في حق النساء ،
وقد يكون كل ذلك وزيادة حدث من دون تدبير مسبق ومن غير قصد أو سوء نية …
ولكن ما يحز في النفس ويعكر الخاطر هو هذا التعطيل والتأخير والتأجيل تلو التأجيل والوعد الزائف المعسول من فتح القاعات الى فتح مباراة الترشح لمنصب مدير .
وقد يكون التماطل في القرار جائزا لو أن الوزير -أي وزير – يعتقد أن عمره الوزاري أبدي ولا ينقضي .
والحال أن الوقت لا يرحم وانه عندما يقول وزير في حكومتنا سنفكر في الأمر ، تكون الحكومات في سنغافورة وطايلاند وتايوان وغيرها من الدول الصاعدة قد فعلت ما نود التفكير فيه وحصدت النتيجة وجنت الثمار من غير تسويف ولا تعطيل ولا بطل .
والخلاصة لكل ما سبق في قول الشاعر:
إذا اجتمعَ الآفاتُ فالبخلُ شرُّها
وشرّ من البخل المواعيد والبطْلُ
ولا خيْرَ في وعدٍ إذا كانَ كاذبا
ولا خير َ في قولٍ إذا لم يكن فِعْلُ