حوار الثقافات ووسطية المغرب
أطلس توداي: سعيدة عمري (شاعرة وكاتبة وفنانة وفاعلة جمعوية)
الحوار الثقافي فرصة لتبادل الأفكار بين الأشخاص والمجتمعات في مجالات شتى، ادبية اجتماعية تربوية او سياسية قصد الرفع من مستوى الفكر وتنويره تم غرس مبادئ التحضر، والتنمية و الإستفادة من الخبرات و التعليم وكذا نشر المعرفة.
و يختلف الحوار التقافي حسب الحاجة و الحالة التي يدعو إليها باختلاف المواضيع والأهداف مع ارتباطهم بالزمان, المكان و الغاية منه كالقيام متلا بدراسات مهنية عملية إدارية او شخصية.
شروط الحوار الثقافي: يجب تقبل رأي الآخر مهما اختلفت وجهة أفكاره الإيجابية أو السلبية التي يطبعها اثر تكوينه السوسيو اقتصادي و الإجتماعي و كذا الديني. ففي الإختلاف يولد التطور و التجديد ونلقن بعضنا البعض روح التعلم الصحيح و فن جمال التواصل الراقي.
و من اسس نجاح الحوار التقافي نجد التخطيط له بشكل جيد مع تحديد الأهداف و إتقان فن الخطابة و عدم التعصب او التطرف في إتخاذ القرار تم التحلي بالتواضع و تقدير المشاركين و الإستفادة من آرائهم و توفير الآليات المطلوبة : كالانصات مع تطبيق تقنيات السمع الفعلي و إستعمال وسائل التواصل الحديتة.
و للحوار التقافي منافع كتيرة على الفرد كتطوير الذات، تعزيز الثقة بالنفس، مراجعة بعض الأخطاء الشخصية، اكتساب مهارات التواصل، تعزيز روح المنافسة و التغير….
ويعد الحوار التقافي عنصرا مهما في ازدهار المجتمعات و تقدمها نظرا لما يقدمه من مجالات لنشر الخبرات و اتباع مناهج النجاح, التقدم و التطور الذي ينعكس على الشخص و المجتمع.
و الحوار الثقافي خاصية ترتكز عليها الدول المتطورة لضمان تعايش سليم لا يطبعه العنف والميز العنصري بين افرد مجتمعاتها.
و يعد المغرب من بين الدول التي ترتكز على نشر سياسة الحوار الثقافي و التقارب بين الأجناس منذ القدم، نظرا للموقع الاستراتيجي الذي يحتله وكذا تواجد عدد كبير به من الديانات كالاسلام، المسيحية و اليهودية باختلاف ثقافاتهم.
وتمثل السياسة الرشيدة التي يقودها الملك محمد السادس عنصرا مهما في توطيد السلام الداخلي للبلاد والعالمي حيث ترتكز على التسامح، احترام حرية الراي، و اختلاف المنهج الديني. ويترأس جلالته عددا مهما من المنظمات العالمية لتسوية قضايا عرقية و عنصرية.
و يشكل الفن عنصرا مهما في تقدم المجتمعات : اجتماعيا اقتصاديا و سياسيا ،و تطويرها ثم التعبير عنها. كما تمثل الألعاب الرياضية كممارسة كرة القدم التي تترجم هوية المجتمع و تقاليده و نمط عيشه و اسلوب حواره عنصرا مهما في تلاحم الاجناس والتعبير عن هويتها برقي باهر ومميز.
هذا ما قدمه من نجاح فريد من نوعه و غير مسبوق بتاريخ الرياضة المغربية الفريق الوطني للمغرب “اسود الاطلس” في مونديال قطر 2022 الذي اثلج صدور العالم و حقق ما عجزت عنه السياسة بجمع شمل عدد كبير من البلدان باختلاف مناهجها السياسية والدينية من خلال تعامله النبيل واثبت للعالم جمال تعامل شعب مسلم بأسره يتحلى بقيم تنبض بروح الإخاء، والاحترام و التسامح.