قهوة فراج إسماعيل
سايكس بيكو الكروية واقصاء المغرب….
تحدث البعض عن مؤامرة موضوعة مسبقا نفذها الحكم المكسيكي على أرض الملعب لإقصاء المغرب من الدور نصف النهائي، واستدلوا بضربة جزاء واضحة لصالح سفيان بوفال، لكن بدلا من احتسابها، أشهر الحكم له البطاقة الصفراء. وتحدثوا أيضا عن ضربة جزاء أخرى.
بإمكاننا أن نتحدث عن ضربة جزاء أخرى في مباراة تحديد المركز الثالث أمام كرواتيا.. فهل كان الحكم العربي القطري مشاركا أيضا في المؤامرة لإبعاد المغرب عن الميدالية البرونزية؟!
لا أحبذ أبدا الحديث عن مؤامرات في كرة القدم رغم أن مبررات أصحاب هذه النظرية تبدو منطقية، من حيث إن الرعاة يرون أن نهائيا بين الأرجنتين وفرنسا سيكون ذا مكاسب مادية كبيرة.
لو كان الأمر يتعلق بمزاج الرعاة لأبقوا البرازيل بدلا من كرواتيا، ووضعوا انجلترا في مسار آخر يصل بها للنهائي وهكذا افتراضات.
أولا وأخيرا لا يجب أن نصدق أن هناك اتفاقية سايكس بيكو كروية لتقسيم بطولات الكرة بين أوروبا وأمريكا الجنوبية، مثل سايكس بيكو السياسية عام 1916 التي قسمت مناطق النفوذ في الدولة العثمانية بين فرنسا وانجلترا بتصديق من روسيا القيصرية وإيطاليا مقابل نسبة لكل منهما.
وعلينا ألا نتوقع أن يأتي يوم تتكشف فيه أبعاد المؤامرة، مثلما تكشفت مؤامرة اتفاقية سايكس بيكو بواسطة الثورة البلشفية في روسيا في نوفمبر 1917 ونشرت بنودها السرية الجارديان البريطانية بعد ذلك بثلاثة أيام.
لا شيء من هذا حصل أو سيحصل في كرة القدم. ولو صدقنا ذلك سنستسلم للإحباط وسنعود لنومة أهل الكهف التي أيقظنا منها المنتخب المغربي بروائع مباريات وإبداعات نجومه فوق مستطيل ملاعب المونديال.
أخطاء الحكام تقديرية، سواء في ضربات الجزاء أو الفاولات، ووارد أن يلعب فريق ويكون هو الأفضل وينهزم.
هذه هي كرة القدم لا مؤامرات فيها ولا اتفاقيات سرية ولا أثر يذكر لمزاج وأمنيات الرعاة.
إذا صدقنا نظرية المؤامرة سنعود إلى الكهف ونؤانس الكسل ونريح أنفسنا من عناء التخطيط والعمل والتعب.