دولي

ترامب يراهن على العودة للبيت الأبيض ورئاسة أمريكا مجددا

أطلس توداي/ الرباط: وكالات

مع إعلان الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، ترشحه بشكل رسمي للانتخابات الرئاسية القادمة في العام 2024 فإنه سوف يكون خامس رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، يقدم على هذه الخطوة، على أمل أن يكون حظه أفضل من ثلاثة منهم سبقوه.
ويتوقع أن تمهد أوراق ترامب التي تم تقديمها أمام هيئة الانتخابات الفيدرالية الأميركية، لمعركة قاسية داخل الحزب الجمهوري لنيل بطاقة الترشح للرئاسة.
وتقول مجلة «بولتيكو» في تقرير لها بهذا الخصوص إن العودة إلى البيت الأبيض، بعد خسارة الانتخابات هي أمر نادر للغاية، في التاريخ الأمريكي، وذلك بغضّ النظر عن دوافع من سعوا للرجوع إلى كرسي الحكم، وفي حال نجاح ترامب فسوف يكون الاستثناء الثاني في تاريخ الرئاسة.
فكيف كانت حظوظ الرؤساء السابقين من قبله في محاولاتهم العودة للبيت الأبيض؟
هلع1837
كان أول رئيس حاول العودة إلى الحكم بعد خسارته الانتخابات هو، مارتن فان بورين، الذي جرى انتخابه رئيسا ثامنا للولايات المتحدة عام 1836 وتولى منصبه في 4 مارس 1837
وبحسب مجلة «بوليتكو» استطاع بورين بكثير من الدأب والصبر أن يصبح أول رئيس أميركي من أصل هولندي بالإضافة إلى كونه أول رئيس منتخب من نيويورك
وقد بذل قصارى جهده لإدارة الوضع الاقتصادي الهش للبلاد، ولكن فترة رئاسته ابتليت بأزمة اقتصادية حادة عرفت بـ«هلع1837» حيث استمرت تلك الأزمة إلى غاية العام 1845 مما أدى إلى إغلاق نحو 900 مصرف، وقد ألقى خصومه السياسيون باللوم عليه في تداعيات ما حدث
وخسر بورين في انتخابات عام 1840 أمام المرشح اليميني وليام هنري هاريسون، بيد أنه لم ييأس فرشح نفسه للانتخابات الحزب الديموقراطي التمهيدية في عام 1844، لكنه خسر أمام جيمس بوك، والذين فاز لاحقا في الانتخابات
وفي انتخابات 1848 ترشح بورين كمرشح عن حزب «الأرض الحرة» المناهض للعبودية، وذلك قبل يعود إلى الحزب الديموقراطي ليدعم فرانكلين بيرس (1852)، وجيمس بيوكانان (1856)، وستيفن دوغلاس (1860) لرئاسة الجمهورية
الاستثناء الوحيد
وأما الرئيس الثاني الذي حاول العودة إلى البيت الأبيض فكان، غروفر كليفلاند، الذي أضحى الرئيس الوحيد الذي وصل إلى سدة الحكم فترتين غير متتاليتين، وذلك بعد أن خسر الانتخابات أمام بنيامين هاريسون ثم عاد للفوز مرة أخرى بعد أربع سنوات، وهو ما يأمل ترامب أن يفعله أمام الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن.

وفي عام 1884، أضحى كليفلاند أول ديموقراطي يفوز بانتخابات الرئاسة منذ العام 1856، منهيا إبعاد حزبه عن السلطة لفترة طويلة
وترشح كليفلاند مرة أخرى في عام 1892، ليجلس في المكتب البيضاوي من جديد، ويصبح الرئيس الوحيد الذي خدم لفترات غير متتالية في المنصب
وبعد مرور عام على ولايته الثانية، تعرضت أميركا لأزمة اقتصادية حادة عرفت بـ«ذعر العام 1893»مما تسبب في فشل العديد من البنوك ونجم عن ذلك أسوأ كساد تعرفه البلاد حتى ذلك الحين
ولم يكن كليفلاند متأكدا مما يجب فعله لإخراج اميركا من الكساد ولم يتم ترشيحه مرة أخرى في الانتخابات التالية.
منافسة مع صديق
أما الرئيس الثالث الذي أراد العودة مجددا إلى البيت الأبيض، فهو الجمهوري ثيودور روزفلت والذي أضحى الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة


وقد نال شهرة وطنية لشجاعته في الحرب الإسبانية ـ الأميركية، ليعود بعدها كبطل حرب وينتخب حاكما على ولاية نيويورك في عام 1898
وعانى رزوفلت من ثقة قادة الحزب به، الذين قاموا بوضعه بمركز مرموق لكنه ضعيف، وذلك من خلال جعله نائبا للرئيس ويليام ماكينلي في انتخابات عام 1900.
وفي عام 1901 اغتيل ماكينلي وأصبح روزفلت البالغ من العمر 42 عاما أصغر رئيس يتولى هذا المنصب على الإطلاق، وقد ختم فترة الرئاسة الأولى بالحيوية التي أبهجت معظم الأميركيين وبالتالي جرى انتخابه لولاية ثانية في عام 1904.

وفي العام 1912 حاول روزفلت الترشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في وجه منافسه وصديقه المقرب، ويليام هوارد تافت دون أن ينجح في ذلك. ولاحقا قرر روزفلت الترشح لانتخابات العام 1920 غير انه توفي عام 1919 بعد صراع مع المرض
لعنة الكساد العظيم
وأخيرا، ختم هربرت هوفر محاولات العودة إلى كرسي الحكم في العاصمة واشنطن، وكان قد شغل منصب وزير التجارة في عشرينيات القرن العشرين
وتولى هوفر الرئاسة في عام 1929، إلا أن الكساد الكبير أفسد برامجه الطموحة، والذي استمر لمدة 10 سنوات، وهزم هوفر هزيمة منكرة في انتخابات عام 1932 من قبل المرشح الديموقراطي فرانكلين روزفلت
وفي عام 1940، بذل هوفر جهودا مضنية للفوز بترشيح الحزب الجمهوري والانتقام لهزيمته قبل ثماني سنوات، لكن، وبحسب تقرير «بولتيكو»، فإن قادة الحزب الجمهوري كانوا مترددين في قبول ترشيحه وفضلوا عليه رجل الأعمال ويندل ويلكي، الذي خسر الانتخابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى