رياضة

هل يبلغ العرب البوديوم في مونديال قطر

أطلس توداي: نورالدين عقاني

في تاريخ مشاركات المنتخبات العربية في المونديالات السابقة لم يستطع أي منها بلوغ دور نصف النهائي.
فمنذ الحضور المصري في أول مشاركة في هذا المحفل العالمي بإيطاليا سنة 1934 و انتهاء بالمشاركة الرباعية للمغرب و تونس و مصر و السعودية بروسيا ، لم يجتز العرب دور المجموعات إلا في ثلاث مناسبات بواسطة المغرب و السعودية و الجزائر عرفوا بعدها إقصاء منطقيا في دور الثمن تباعا.
و إذا استظهرنا نتائج أهل لغة الضاد في هذه التظاهرة سنجد أن أحسن من مثلهم جيدا هم عرب إفريقيا و بترجيح أكبر هم بلدان شمال أفريقيا ،حيث نجد أن منتخب المغرب هو أول من حصل على نقطة بمونديال المكسيك سنة1970 و هو أول من اجتاز الدور الأول أيضا بالميكسيك سنة 1986 ،في حين أن تونس هي صاحبة أول فوز عربي بمونديال الأرجنتين سنة 1978 و الجزائر كانت أول من فاز مرتين بالدور الأول سنة 1982 بإسبانيا.
بالمقابل فشل عرب آسيا في كل مرة في تقديم صورة طيبة عن الكرة في بلدانها بإستثناء منتخب السعودية بمونديال العم سام سنة 1994 الذي مر للدور الثاني باستحقاق كبير.
هكذا فإن شر الهزائم تكبدتها منتخبات الخليج العربي بالثلاثة و الأربعة و الخمسة في كل مشاركة بل منها من خرج بفضيحة مدوية و بالثمانية و هنا الحديث عن منتخب السعودية بالمونديال الآسيوي سنة 2002 .
نستنتج أن الكرة نسبيا متطورة عند عرب إفريقيا و أن المواهب هنا تفوق نظيرتها هناك عند عرب آسيا و أن الجودة في التقنيات و الصلابة في البنية الجسدية هي من تشكل الفارق بين الكرتين.

تمثيل العرب كرويا في المونديال هو نفسه تقريبا في جميع الرياضات الجماعية من قبيل كرة اليد و كرة السلة و الكرة الطائرة ،فالهزائم تأتي تباعا و الاخفاقات تأتي تواليا خصوصا من لدن الدول المتقدمة و بشكل ساحق و هذا يفسر بعدة عوامل أساسية أبرزها :
غياب لياقة بدنية في المستوى العالي.
غياب الطموح.
اللعب بدون تصميم و تركيز كبيرين.
غياب التفاهم بين اللاعبين.
تكريس الأنا الأعلى.
المشاركة من أجل المشاركة فقط.
العوامل المذكورة هي بالاهمية بما كان لحصد النتائج الكبرى و الصعود للبوديوم ،فعكسا لذلك نجد أن أغلب العرب ضعيفي البنية الجسدية و قليلي النفس الطويل و يلعبون بانهزامية نفسية ملحوظة و يكملونها بخلافات شخصية تزعزع استقرارهم و تشتت تركيزهم و تتبط عزيمتهم.
اللعب في شكل جماعي يتطلب التحلي بعدة صفات و مزايا لتحقيق المجد و الشهرة منها الروح العالية و الانسجام التام بين أفراد الفريق و الطاقم الإداري و التقني و الإيمان بالنصر النهائي. لكن مع كامل الأسف لا نجد عند العرب هذه الميزات إلا عند أبطال اللعبات الفردية الشهيرة كألعاب القوى و الملاكمة و التنس و السباحة.
هنا نستنتج أن العرب لا يتفاهمون بينهم في الرياضات الجماعية و لا يستطيعون تشكيل لحمة موحدة من أجل الظفر بإحدى المراتب الأولى.

في مونديال العرب هذا سيحاول كل العرب و سيفشل كل العرب في صعود البوديوم كالعادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى