رياضة

هل سيجتاز المغاربة الدور الأول في مونديال قطر؟

أطلس توداي: نورالدين عقاني

يخوض المنتخب الوطني سادس مونديال كروي له و سيواجه خلاله خصمين أوروبيين من العيار الثقيل و منتخبا كنديا مغمورا يحضر لثاني مرة و بعد غيبة طويلة.
خصوم، يمكننا مقارعتهم بندية كبيرة و تصميم و تركيز فائقين إذا هيئنا الظروف الملائمة لذلك و بالتالي يمكننا تجاوزهم للمرور للدور الموالي كما كان الحال في مونديال المكسيك سنة 1986.
خصوم، يمكننا أيضا، الإخفاق بسهولة أمامهم إذا غيبنا عوامل البسالة و الإقدام المقرونة بالاستعداد الجيد و التحضير المثالي على أكثر من واجهة.

في هذه الفقرة سوف نركز أولا على المنتخب المغربي بمدربه و لاعبيه الذين يعول عليهم لرفع تحدي عبور الدور الأول الذي استعصى علينا في المشاركات التي تلت ملحمة كوادالاخارا.
مدرب المنتخب، وليد الركراكي، الذي تسلم زمام المهمة الصعبة خلفا للمقال وحيد و الذي أهل الأسود ،يثق كثيرا في التركيبة البشرية التي خاض بها أولى مباراتيه الإعداديتين ضد الشيلي و الباراغواي.
وليد جرب لاعبين يحضرون لأول مرة و أعاد الثقة للاعبين مبعدين في عهد الراحل خاليلوفيتش. وليد يبدو أنه مقتنع باختياراته البشرية ،كما أنه مصمم على إبعاد آخرين يعدون مطلبا أساسيا من لدن الجمهور و الصحافة و الإعلام على حد سواء.
إلا أننا كمنتقدين يحبون الخير و الفلاح لمنتخبنا نحب أن ننبه الناخب الوطني الجديد إلى ثلاث نقط مهمة و هي:

أولا،العمل على تأهيل بعض العناصر المعول عليها و التي تفتقد للجاهزية أو الجدية أو الكرينتا اللازمة لمثل هذه التظاهرة ذات المستوى المرتفع بدنيا، فما نلاحظه بجلاء تام أن حكيم زياش يفتقد للتنافسية بل يفتقد للياقة البدنية المطلوبة، نفس الأمر ينطبق على آخرين لا يشاركون بانتظام في فرقهم الأوروبية كبوفال و أوناحي و الحدادي و النصيري…كما أن اللاعب سايس، العميد و عمود دفاع المنتخب،بفعل عامل السن، صار بطيئا جدا في الدوران و في الارتداد الدفاعي و تجلى ذلك بوضوح في بعض مقابلات الكان الأخير و في مقابلة أمريكا المخيبة، كما عابه التردد و سوء الإرسال في مباراتي الإعداد الأخيرتين ضد الشيلي و الباراغواي.
ثانيا،تعديل النهج التكتيكي الذي يصر عليه وليد كشاكلة يلعب وفقها لاعبون متباينون في المهارات و القدرات البدنية. فلمنازلة كرواتيا وصيفة البطل بلاعبيها المهرة و المتفوقين جسميا و لمجابهة بلجيكا ثالثة المونديال الأخير و المدججة بنجوم من العيار الثقيل فنيا و بدنيا و لمقارعة كندا مفاجأة إقصائيات الكونكاكاف لا مناص من تنويع خطة اللعب و تكييف الرسم التكتيكي تبعا لمقومات و مؤهلات كل منافس، فلا يحق أن نواجه الخصوم بنفس التوجه و نفس التنظيم و نفس الأدوات البشرية، فلكل مواجهة رجالها و خططها.
نستنتج أن مهارات الخصوم الفنية و مؤهلاتهم الجسدية ستضعنا في محنة كبيرة و ستتطلب منا استعدادا بدنيا خارقا و نهجا تكتيكيا متحفظا لكبح جماحهم، هكذا نتوخى من وليد الركراكي أن يحذر من مغبة الانسياق وراء اتباع خطة هجومية تترك في صفوفنا فراغات قاتلة يستغلها منافسونا للإجهاز علينا بسرعة و ندعوه لأخذ الحيطة اللازمة و اللعب بذكاء وفق خطة دفاعية محكمة أساسها تحصين الخطوط الخلفية و تكثيف وسط الميدان لخنق اللاعبين المهرة لدى منتخبي كرواتيا و بلجيكا على الخصوص،ثم شن هجومات مرتدة قاتلة بواسطة أجنحة سريعة الركض و دقيقة التمرير و فعالة كذلك أمام المرمى.
ثالثا، أثناء تسيير المباريات يجب على وليد الركراكي تقسيم أوقات المباراة و تدبيرها بشكل جيد تبعا لمقومات العناصر البشرية التي في حوزته، كما يجب عليه أن يستغل التغييرات الخمس المعتمدة أحسن استغلال و الدفع بالبدلاء في الوقت المحدد و المناسب لكسب رهان الوقت و لتأمين النتيجة أو البحث عن الهدف كيف ما كان.
تلكم كانت أهم النصائح التي يجب على الناخب الحديث، وليد الركراكي و الذي نعترف أنه قليل الخبرة مع المنتخب كمدرب ،نصائح مبنية على استنتاجات من واقع الحال و مستقاة من وحي مباريات الأمس البعيد و القريب في المونديالات السابقة.
التعلم من أخطاء الماضي ينفع في طريق البحث عن النتائج الطيبة و في كسب رهان المرور للدور الثاني بإذن الله تعالى.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى