صحة وعلوم

ميتافيرس ..العالم الافتراضي المؤثر على الواقع المعزز

واشنطن : أطلس توداي / د. أسامة أحمد المصطفى

لقد بدأنا للتو رحلة الاندهاش .. انتشار تقنيات metaverse الحوسبة المكانية مثل الواقع الممتد (XR) ، والذي يتضمن الواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) والواقع الافتراضي (VR) ، جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي (AI) و blockchain وغير قابل للاستبدال تمثل الرموز (NFTs) وإنترنت الأشياء (IoT) وغيرها الكثير – لحظة مميزة في التاريخ. نحن ندخل إلى عالم جديد حيث لن تكون التكنولوجيا بمثابة مشاركة مباشرة ؛ سيكون الأمر مرفوضًا ، من حولنا مما يخلق تجربة غامرة حقًا

يبهرنا العلم دائمًا بما يقدمه لنا ،خاصة في العقود الأخيرة من الألفية الثانية ومطلع الألفية الثالثة، فيأتي بما لا تستطيع العقول تخيله، مع ذلك لم يصل إلا إلى نسبة ضئيلة من أسرار المعرفة الخفية، فمع التدقيق في البحث في بعض المجالات ،كمجال العالم الافتراضي الظاهر في الراهن، قد نتفاجأ عندما يكون الجديد فيه أكثر تشابهًا لما اقترحه الفلاسفة قديما.

في هذا السياق يعد موضوع العالم الافتراضي “ميتا فيرس” الذي أعلن عنه “مارك زوكربيرغ” من المشاريع العلمية الجديدة في مجال الفكر التقني المعني بالأبعاد الخفية ،وهو مشابه لما ورد في مدرسة “السهروردي” الاشراقية التي كان هدفها ،أن تصل العالم الروحيّ المحسوس إلى مستوى التنوير الكامل، فتتلقى إشعاعًا من أنوار كاملة، ثم تضيء على ما تحتها افتراضيا في العالم المادي الواقعي الملموس.

فيما يعنى الوساطة في العالم الافتراضي، الذي أسس له في القرن الثاني عشر الميلادي نظرية المعرفة الخفية وهي بالنسبة له، لها أبعاد كونية تنص على أهمية المتجلي، الذي له وظائف أخلاقية وتجربة معرفة الذات ،وكيفية ان تكون في اتحاد العارف بالمعرفة وتغيب الفرد لنفسه في الوهم المختلط بالأضواء في العالم الافتراضي ،وهذا مشابه لما طرحه “مارك زوكر بيرغ”في عالمه الافتراضي للمستقبل.

كأن الأخير استدعى أفكارًا استشراقية تناولت الأبعاد المدركة في العالم الحقيقي”الطول والعرض والارتفاع مرتبطة بالزمن”من خلال الإسقاط المنهجي، وهذا يستدعي التساؤل عن معجزات أصحاب الكرامات؟هل أتقنوا التعامل مع الأبعاد الخفية البعد الخامس المغلق على نفسه ،مكونًا دائرة من المخلوقات الخفية ،والبعد السادس حيث السفر عبر الزمن ،والبعد السابع بخاصية الارتفاع إلى أماكن ما وراء الفضاء

لقد أشار العلماء إلى ان هناك الأبعاد الأحد عشر للتثاقل الفائقة ،وبذلك تتبلورالمقاربة بلا جزم ،
للتشابه الكبير بين فكرة المدرسة الاشراقية في ذلك ، والحجة المفاهيمية في العالم الافتراضي ال “ميتا فيرس” الجماعية المشتركة فيها أيضا ،من خلال تقارب واقع مادي معزز ،ومساحة افتراضية ثابتة ماديًا ،لإجمالي جميع العوالم الافتراضية مع مفهوم التكرار المستقبلي ،للوصول إلى الحقيقة والوجدان والذوق.

وحسب الخبراء هذه الأبعاد مشتركة ومرتبطة بكون افتراضي مدرك ،بين اللحظة والحركة وسمو الفكرة ،في سجاياه ، تنسجم أبعاد الواقع في تناسق مع تلك العوالم الافتراضية ،ويبقى السؤال ما العلاقة بين عالم الوهم المختلط بالأضواء “لشهاب الدين السهروردي” والعالم الافتراضي المرتقب مارك زوكر بيرغ ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى