مجلس الشيوخ الأمريكي .. ماذا تعني سيطرة الموجة الزرقاء ؟
د.أسامة احمد المصطفى
واشنطن : أطلس توداي
فعلوها الديموقراطيون بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأميركي، وأهدوا فوزا كبيرا للرئيس، جو بايدن، وبددوا آمال الجمهوريون فقد كانوا يتوقعون تحقيق الفوز في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.ولكن تبخرت الموجة الحمراء
ومن المؤكد أن هذا الانتصار ستكون له انعكاسات إيجابية على الحزب الديمقراطي وبايدن خلال العامين المقبلين، أي حتى عام 2024 عندما تنظم انتخابات الرئاسة.
وكانت العديد من استطلاعات الرأي، التي أجريت قبل انتخابات الثامن من نوفمبر، توقعت أن يتقدم الحزب الديمقراطي على منافسه الديمقراطي، خاصة في السباقات شديدة التنافسية، وحدوث “موجة حمراء”، لكن لم يتمكن الجمهوريون من تحقيق النصر الساحق في الانتخابات التي غالبا ما تعصف بحزب الرئيس أيا كان الحزب الذي ينتمي إليه، وهو حاليا ديمقراطي.
وتشير آخر البيانات إلى احتفاظ الديمقراطيين بسيطرتهم على مجلس الشيوخ، بينما اقترب الجمهوريون من نيل الأغلبية في مجلس النواب.
وقال بايدن، الذي كانت الاستطلاعات تظهر تراجع شعبيته قبل انتخابات، الثلاثاء، لأسباب منها الاستياء العام من التضخم، إن النتائج تجعله يتطلع إلى الفترة المتبقية من ولايته في المنصب.
ووصف زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، سيطرة حزبه على مجلس الشيوخ بأنها “انتصار ودفاع” عن الديمقراطيين وجدول أعمالهم. واتهم الحزب الجمهوري بإثارة الذعر والانقسام خلال الحملة الانتخابي
فدون انتظار نتيجة التنافس على مقعد ولاية جورجيا، سيسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو، مثل العامين الماضيين، بشغلهم 50 مقعدا، بالنظر لتمتع نائبة الرئيس، كامالا هاريس، بصوت حاسم في حال تعادل الطرفين في أي تصويت.
وإذا فاز السناتور الديمقراطي، رافائيل وارنوك، في انتخابات الإعادة بولاية جورجيا في السادس من ديسمبر على منافسه الجمهوري، هيرشل والكر، فإن ذلك سيزيد أغلبية الديموقراطيين إلى 51 مقابل 49 للجمهوريين.
وهذا بدوره سيعطي الديمقراطيين ميزة إضافية في إقرار مشاريع القوانين التي يُسمح بإجازتها بأغلبية بسيطة من الأصوات بدلا من الـ60 صوتا اللازمة لمعظم التشريعات.
وفي ظل هذا الانقسام (50-50) خلال العامين الماضيين، كان يتطلب من الديمقراطيين الحفاظ على حضور كلي من أجل تمرير أجندتهم الحزبية، وضمان التصديق على مرشحي بايدن.
إن أغلبية (50-50) كانت تمثل مشكلة للحزب أيضا بالنظر إلى أن اللجان لديها عدد متساو من الديمقراطيين والجمهوريين، ما يتطلب حضور جميع أعضاء الحزب الجمهوري لتمرير أسماء المرشحين، وقد يتم اللجوء لإجراء تعديلات في مجلس الشيوخ إذا وصلت اللجنة إلى طريق مسدود بشأن الترشيحات أو المشروعات.
وإذا احتفظ وارنوك بمقعده في جورجيا، سيتمكن الديمقراطيون من تمرير مشاريعهم من اللجنان بأغلبية عددهم في هذه اللجان
فيما ظل تركيز الرئيس السابق، دونالد ترامب، منصبا طوال العام على انتخابات التجديد النصفي، واستغل شعبيته التي لاتزال قائمة بين المحافظين للتأثير على المرشحين الذين اختارهم الحزب الجمهوري لانتخابات الكونغرس والانتخابات المحلية.
وفي ظل الأداء غير المتوقع للجمهوريين، حتى لو فازوا بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، يجد ترامب نفسه متهما بدعم مرشحين أخفقوا في جذب ما يكفي من الناخبين.
وقد تؤدي خسارة مرشح الحزب الجمهوري في جورجيا، الذي يدعمه الرئيس السابق إلى إضعاف شعبيته، في وقت يقول فيه مستشارون له إنه يدرس الإعلان، هذا الأسبوع، عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.
وقد تزيد النتيجة في المقابل من فرص حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، الذي هزم منافسه الديمقراطي، الثلاثاء الماضي، لينافس ترامب على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية بعد عامين.