أطلس توداي: نورالدين عقاني
بادئ ذي بدء، فوز يوم السبت فوز معنوي كبير لنخبتنا الوطنية، و هو تأكيد للمسار المتألق بالمونديال القطري، كما أنه هو الانتصار الأول من نوعه مغربيا و عربيا على حساب منتخب كبير حبيا أو رسميا.
اللقاء و لو أنه جاء ضد منتخب مبثور من عدة أسماء بارزة، إلا أنه أظهر بالملموس أننا ماضون في الطريق الصحيح و أن المستقبل كله بين أيدينا و أن الألقاب ستطاوعنا بعد الاستعصاءات السابقة.
وليد الرݣراݣي راهن على الثباث في التشكيل العام حفاظا على الانسجام و الألفة بين لاعبيه و منحا لأغلبهم التواجد في هذا العرس الكروي كتكريم لجهودهم في المونديال الأخير.
فرغم عدم جاهزية أشرف حكيمي و غياب التنافسية عن أوناحي و زياش و سايس و نقص المستوى عند بونو ،فالناخب الوطني وثق بهم و بدأ بهم منذ ضربة البداية.
خاض وليد الرݣراݣي المقابلة بجدية كبيرة … تحرك منذ الوهلة الأولى نحو شباك البرازيليين…خلق عدة فرص سانحة للتسجيل… أبرز لاعبوه مهارات كبيرة في المناولات الثنائية القصيرة و برع اليافع بلال الخنوس في الربط بين الخطوط و في حسن قراءة اللعب و في التمرير السليم و شكل ثنائيا منسجما مع عزالدين أوناحي الذي حافظ من جهته على نفس مستوى التألق بالمونديال.
شوط أول رائع تكتيكيا و تقنيا و بدنيا، برهن فيه المغاربة على ندية كبيرة أمام خصم يلعب بكبرياء الأبطال…استماتة و قتالية معتادة و هجمات متتالية جريئة و لو أن أكثرها افتقد للتنسيق و التجانس…جرأة ترجمت لهدف جميل من بوفال و ضياع فرص أخرى واضحة.
لم يغامر الظهير الطائر حكيمي في الصعود لعدم اكتمال شفائه من الإصابة و في المقابل أحكم قبضته على جناح الريال فينيسيوس و أفرغه من محتواه التقني.
الشوط الثاني عرف في عمومه تألقا لبعض البدلاء كعطية الله و الصابيري مسجل هدف الفوز، الذي رد به على هفوة الحارس بونو ،فيما عرف حضورا باهتا لنفس العناصر التي عهدنا منها مستوى متدنيا عند كل مشاركة لهم مع المنتخب المغربي.
الآن و لتحليل المباراة أكثر، سوف نعطي قراءة في عطاء كل لاعب:
- بونو: انعكس أداء بونو المتذبذب مع فريقه اشبيلية عليه و ظهر مترددا كثيرا خصوصا عندما يلعب الكرة برجليه مع لاعبي الدفاع، ارتكب ثلاث هفوات دفعة واحدة، أسفرت آخرها على هدف التعديل من كازيميرو. بونو كان شاردا جدا و بطيئا جدا، ولكنه يبقى حارسا من طينة الكبار.
- أشرف حكيمي لعب برجل واحدة و محا فينيسيوس من خريطة اللقاء…أداء دفاعي عالمي … حبذا لو وظف في مكان بالوسط أو الهجوم فسيكون مفيدا أكثر أمام المرمى و سيتحرر بالتالي من الرقابة التي يخصصها له دوما الخصوم و التي غالبا تكون عنيفة تجاهه.
- نايف أكرد لعب بقناعة و انضباط مثاليين و ألجم مهاجمه المباشر و ساهم في بناء الهجمة من الخلف باقتدار.
- سايس ،هذا الذي يسوس الدفاع برصانته و حكمته و تدخلاته الرجولية…انضباط تكتيكي احترافي و سيطرة على الخصم أرضا و جوا و إنقاذ انتحاري متكرر…عميد مثالي.
- مزراوي. كظهير أيسر لا يلعب مرتاحا بالمرة و كاد ان يتسبب في ضربة جزاء مجانية ، ناور هجوميا في الشوط الأول،لكنه عندما تحول للجهة اليمنى أبان على مستوى أفضل بحكم أنه مكانه الأصلي.
- لمرابط، سخاء بدني كبير و التزام تكتيكي جيد ، افتكاك شرس للكرة يضعه أحيانا تحت أعين الحكم الحمراء.
- زياش، مساندة للظهير حاضرة في كل حين و محاولات التمرير من بعيد نحو المربع.
8.أوناحي ، لو يعمل كثيرا على الجانب البدني لصار من كبار رجال الوسط في العالم… مهارات المراوغة و التمرير و القذف المؤطر ممزوجة بقراءة مفتوحة للعب و للخصم، يا سلام…ينقصه فقط خاصية الاختراق العمودي نحو المربع…ماتش مرجعي. - النصيري، وفي لطبعه، سخاء بدني لمنع المدافعين من بناء الهجمة و اجتهاد أمام المرمى، لكن العيب دائما في سوء التمركز و في التوزيع غير المنظم للمجهود البدني. النصيري يكون أفضل لو لعبه معه رأس حربة ثاني، لأنه سيقتسم معه المهام، كما كان بصير و كماتشو، زامورانو و سالاس، راوول و موريانتيس كلنسمان و فولير…
- بلال الخنوس، اكتشاف الليلة، دقة في التمرير و حس تكتيكي ناضج و حضور بدني كبير، يجب أن يعالج طريقة افتكاك الكرة بلا أخطاء. بلال مستقبل المغرب.
- بوفال. اللاعب المزاجي و المراوغ و المهاجم الذي أصبح فعالا البارحة. بوفال لو نضج فكريا و ذهنيا لكان صانع ألعاب بارع و لكان ملك الأسيست، حذاري من التهديد الذي يحمله له الزلزولي.
- عطية الله، مع دخوله أحسسنا بان الجهة اليسرى صارت آمنة لأن بها اختصاصيا، يعرف سكته جيدا. يحيى يجب ان يجتهد أكثر مع الوداد الرياضي ليحافظ على مستوى المونديال، الإحتراف الذي يشغل باله سيأتي بأجله.
- الزلزولي، سيكون له شأن كبير ان واصل لمعانه الأخير مع اوساسونا و سيحتل الجناح الأيسر قريبا شريطة الانضباط و المواظبة.
- الصابيري، يجب منح هذا الكوايري مكانا رسميا و يجب اعطاؤه زمنا أكثر للتعبير عما يختزنه من مؤهلات بدنية و تقنية، الصابيري هو فكاك لوحايل في قادم المباريات .
15 و 16 لوزا و شديرة، ليس لهما ما يضيفانه من مركزيهما، فقد أبانا من قبل على محدوديتهما في عدة لقاءات، من الأفضل التعويل على غيرهما من البدلاء.
