آراء وأعمدة

خواطر طلحة جبريل

موضوع الهجرة من البادية نحو المدن يشغل بال المغاربة ، خاصة عندما انقطعت الأمطار قبل أن تنهمر خلال هذا الأسبوع وشعر الناس بالارتياح.

تنشط الهجرة خلال مواسم الجفاف حيث يتدفق الآلاف من أهل البادية نحو المدن الكبرى بحثا عن الاستقرار الاجتماعي. وأضحت المدن

المغربية تعاني من ظاهرة “اختناق المدن”. وعلى الرغم من أن المغرب عكس عدد من دول العالم الثالث توجد به عدة عواصم ، فإن ظاهرة الهجرة القروية تثير القلق خشية تدني مستوى الخدمات بسبب الاكتظاظ السكاني في المدارات الحضرية . لذلك أصبح شعار اللامركزية، شعارا استراتيجيا في التخطيط المستقبلي، وأضحى الركيزة الأساسية في سياسة الدولة .

إذا كانت المدن تمثل نقطة الجذب بالنسبة لأهل البادية، فإن سكان المدن بدورهم يفضلون البوادي في عطلاتهم الأسبوعية والسنوية ،هروبا من ضجيج المدن، ووتيرة حياتها الضاغطة.

حين تركض بنا السنوات، نتذكر القرية . وتظل شخصية ” مصطفى سعيد” في رائعة ” موسم الهجرة إلى الشمال” تلهب خيالنا. عاش الرجل في الغرب، فاتسعت مداركه وثقافته، ولكن تحطم قلبه. وقرر في نهاية المطاف العودة إلى القرية.

أتذكر الآن القرية ، وأتمنى العودة إلى هناك ، لتناول وجبة طيبة المذاق تحت جدع نخلة ، ثم الارتواء من مياه النهر الجارية.فتستلقي على قفاك، وتغط في نوم عميق تتنفس هواء نقيا ينبعث من خضرة الحقول الممتدة .

ما أجمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى