حكاية الوداد و الحركة الوطنية
أطلس توداي : كولونيل ماجور – مصطفى زكري –
بعد توقيع وثيقة المطالبة بالإستقلال قبل 79 سنة من اليوم و التي وقع عليها 66 شخص من ضمنهم عبدالكريم بنجلون التويمي، أحد مسيري نادي الوداد الرياضي آنذاك، قرر الياسام يوم الأربعاء 12 يناير 1944 عدم مواجهة نادي الوداد الرياضي من جديد بجميع فئاته، بعد مناورة النادي الأحمر لقوانين العصب و مصلحة الشباب و الرياضة بضرورة إشراك الأروبيين في أي فريق، قبل أربعة أيام من المباراة التي كان من المقرر أن تجمعهم يوم الأحد 16 يناير 1944، مباراة فاز بها الوداد بالقلم بعد قرار الياسام.
الوداد خرق قانون العصبة مرات عديدة بعدم إشراكه لثلاثة أروبيين و إشراكه لفريق مسلم 100% في العديد من المناسبات، و أمام الياسام بالذات و كانت آخرها يوم الأحد 6 دجنبر 1942 حين تعادل الطرفان 2-2 لكن القانون أعطى الفوز للفريق الفرنسي.
و حتى قبل ذلك بسنوات فالوداد فمنذ تأسيس فرع كرة القدم و هو يناور و يراوغ قانون العصبة هذا، فبعد أن فاز الفريق الثاني للوداد أمام الفريق الثاني للياسام يوم الأحد 15 أكتوبر 1939 في أول مباراة في تاريخ الفريق أدخل النادي فريقا مسلما 100% في خرق صارح للقرارات المتخذة في جمع عام للعصبة الذي أقيم يوم 19 يونيو 1939 و الذي تم فيه قبول طلب الوداد بتأسيس فرع كرة القدم بعد موافقة الإقامة العامة على ذلك يوم 10 يونيو 1939.
القرار كان ينص على أن أي فريق مسلم عليه إشراك ثلاثة لاعبين أروبيين على الأقل في فريقه، التراكمات التي أدت إلى انسحاب الياسام و رفضه اللعب أمام الوداد يوم الأحد 16 يناير 1944 لكن هذه المباراة كانت النقطة التي أفاضت الكأس، فالياسام بقراراته هاته كانت تحاول إزاحة منافس عتيد قادم بقوة و كان على علم بذلك.
فالوداد قبل تلك المباراة كان متصدرا و لولا توقيف النادي بسبب الشكوك من طرف الإقامة العامة بوجود علاقة بينه و بين قضية وثيقة المطالبة بالاستقلال لكان بطلا لموسم 1943/1944 برقم قياسي في التنقيط و الأهداف المسجلة كذلك، فبعد تلك الواقعة بأسبوع لعب الأحمر مباراة أمام فضالة بملعب فيليب و حقق أكبر انتصار في تاريخه بنتيجة 10-0 و برمجت مباراته في الجولة العاشرة أمام اليوسا لكنها لم تلعب لتكون تلك آخر مباراة للنادي في ذلك الموسم ليتوقف النادي عن الممارسة.
مسيرو الوداد آنذاك وضعوا النادي في وضع خطير كاد يؤدي بالنادي إلى الاندثار و الإقبار منذ تلك السنة، لكن رغم ذلك أكملوا جهادهم أمام الإقامة العامة ليثبتوا موقفهم ضد المستعمر، و بعد ذلك قام عبدالقادر بنجلون بمجهودات جبارة من أجل حل المشكل أمام جميع الجهات التي يمكنها التدخل في القضية إلى أن انتهى الموسم، و في تلك الفترة وافقت الإقامة العامة على طلبات الرجل لتسمح له بإقامة جمع عام استثنائي لتعود المياه لمجاريها و يكمل الأحمر مساره إلى اليوم.