تحقيق

تحقيق :”أطلس توداي” تجولت في مزارع البلح بفلسطين..

فلسطين : أطلس توداي بهاء طباسي

دير البلح تكتسي اللون الاحمر، و صوت ارتعاشِ عراجينِ البلحِ بين يدي جامعيها يطلق هرمونات البهجة التي ينتظرها المزارعون من عام إلى عام، صعودٌ بالحبال نحوَ أصلِ الحياةِ معلق في أعناق نخيل غزة ليبدأَ موسم جني البلح.

“أطلس توداي” تجولت في مزارع البلح في منطقة دير البلح، وسط قطاع غزة، والتقت بأحد جامعي البلح وهو في طريقه للصعود لأعلى الشجرة يقول: “نحن في موسم جني البلح، مهمتنا الصعود على أشجار النخيل نقوم بجمع “الرطب” ثم نبدأ بقص عراجين البلح”.
ويضيف محدثنا “موسم جني البلح بهجة للمزراعين والعمال، وننتظره من العام إلى العام، لأنه يدخل على العامل مكسب رزق، واستفاده لصاحب المزرعة لتقوية اقتصاد غزة”.

ويتوالي نزول عراجين البلح من أعلى؛ لكن ما أنت تلامس تلك العناقيد الأرض هبوطًا تبدأ لغةُ الوجع في الظُهُور بين زيادة المعروض، ومنافسة المستورد من مصر وإسرائيل؛ بالإضافة إلى البلح الأصفر، وحصار إسرائيلي يخشي من أن يصل طعم بلح غزة إلى جوف محبيه.

محمد بركة، صاحب أحد أصحاب مزارع البلح يحدثنا عن هذه المرحلة الموجعة قائلا: “حاليًا يتم عملية إفراز البلح، والبلح الصالح للاستخدام يتم تخزينه في الثلاجات الكبيرة على أساس في وقت شح البلح يتم إخراجه للسوق المحلي”.
ويضيف لـ”أطلس توداي” والحسرة على عينيه بأنَ عارجين البلح لهذا الموسم فقدت فرحتِها بعد أن غادرت تيجان نَخِيلهَا ولا تجد من يشتريها، فالبلح المعروض لا ينقصه حجم الطلب الشحيح بسبب الظروف الاقتصادية لسكان القطاع. مستطردًا “نحن الآن نقوم بتخزينه، وإذا فتحت المعابر يتم تصديره إلى الضفة الغربية”.

وفي ناحية أخرى من المكان، تتجمع تلالٌ من عراجين البلح وُلِدَت رغمًا عن غزوِ سوسة النخيل التي تُجهِضُ رَحِمَ النخل لِتُحِيلَهُ إلى أعجَازٍ خاوية. ويشير المهندس الزراعي خالد شاهين خلاله حديثه لـ”أطلس توداي” إلى طرق مكافحة سوس النخيل، “هذه السوسة نكافحها، بشكل كبير ونقوم برشها بجميع الأدوية، ولو بقيت متوغلة بالنخيل لصار النخيل أثرًا بعد عين”.
ويكمل شاهين “بالرغم من التغيرات المناخية وانقضاض سوسة النخيل، فإننا ننتظر مرور البهجة الكاملة من تصريف لحجم الانتاج الفائض وفتح باب التصدير ودخول البلح ضمن صناعات تحويلية قد تغير أقدار سكان القطاع”.

عناقيدٌ معقودٌ عليها أمل أكثر من 5000 أسرة تعمل في هذا القطاع وعمالة موسمية تحرك مستنقع البطالة لبعض الوقت، ومن موسم لآخر يبحثُ المزارعون عن البهجة في عناقيد يخفي لونها الأحمر طعم الحلاوة والمر لأنها تحمل جنسية غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى